لحظة تطوع واحدة هي فرصة لإنقاذ حياة طفل!

بمشاركة مئات المتطوعات وشخصيات بارزة ومسؤولين، عُقد في قاعة المركز الجماهيري في شفاعمرو أمس الثلاثاء المؤتمر السنوي لتكريم متطوعات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد للعام 2025.

ويأتي انعقاد المؤتمر السنوي التكريمي لهذا العام تزامنا مع الاحتفال بمناسبة مرور ثلاثين عاما على إقامة مؤسسة "بطيرم" وهي المؤسسة الرائدة في مجال امان الأولاد في البلاد.

وتُولي مؤسسة "بطيرم" لكوادر المتطوعات في مؤسستها مكانة خاصة، وذلك في ظل الجهود التي تبذلها هؤلاء المتطوعات على مدار العام لإنقاذ أرواح الأطفال من خلال تقديم البرامج والفعاليات التوعوية في كافة الأطر المجتمعية بما في ذلك المدارس ورياض الأطفال، المنتديات المختلفة وحتى تنظيم الحلقات البيتية ومراكز الام والطفل والمستشفيات لرفع الوعي تجاه أمان وسلامة الأطفال.

ويدور الحديث عن مئات المتطوعات العربيات من مناطق مختلفة في البلاد من شمالها حتى جنوبها ممن وضعن نصب أعينهن حماية الأطفال في المجتمع منعا لحدوث الكوارث من خلال تذويت مفاهيم البيئة الآمنة والسلوك الآمن الذي يتوجب على الأهل والبالغين اتباعه منعا لإصابات الأطفال.

وافتتحت المؤتمر السنوي مركزة المتطوعات في "بطيرم" عطاف كنج مشيرة الى ان الشراكة والعمل الوثيق مع المتطوعات المتفانيات في المجتمع العربي أثمر بعدد كبير من الإنجازات والنجاحات وأهمها إنقاذ العشرات ومنع العديد من الكوارث التي كانت من الممكن ان تودي بحياة الأطفال العرب وتؤدي الى اصابتهم. وشكرت كنج في كلمتها امام الحضور كافة متطوعات المؤسسة على عملهن المثمر معتبرة اياهن بمثابة منارة يستضيء بها مجتمعنا من خلال العمل والعطاء دون انتظار أي مقابل مادي في سبيل انقاذ الأطفال. كما شكرت كنج في كلمتها المركز الجماهيري في شفاعمرو لاستضافته هذا العام المؤتمر السنوي لمتطوعات "بطيرم" والاحتفاء الحار بالمتطوعات. واستعرضت كنج امام الحضور التقرير الأخير الذي صدر عن مؤسسة "بطيرم" الذي يتضمن وفيات الأولاد في المجتمع العربي خلال العام الأخير وأهم مسببات الوفاة مقارنة مع الاعوام السابقة.

وتحدث رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم مرحبًا بالحضور وبالمتطوعات شاكرا اياهن على تكريس جل وقتهن بعيدا عن عائلاتهن في سبيل خدمة المجتمع وتقديم المساعدة للناس للحفاظ على حياة الأطفال. هذا ان دل على شيء فانه يدل على الانتماء الذي يتمتعن به تجاه المجتمع.

وقال خازم أيضا:"وجودكن كمتطوعات لصالح امان الأولاد يعتبر بمثابة رسالة امل لنا جميعا. انا سعيد جدا لوجود متطوعات بطيرم في شفاعمرو، هؤلاء المتطوعات اللواتي يعملن في مجال امان الأولاد، الى جانب عدد آخر من المتطوعين في مجال تقديم الإسعافات الأولية في المدينة ومجالات الإنقاذ الأخرى الذين تم تأهيلهن خلال الأسابيع الأخيرة". ودعا خازم الى تعزيز الجهود والعمل على زرع روح العطاء والتطوع في نفوس افراد المجتمع من أجل احداث التغيير المجتمعي المنشود وبناء مجتمع سليم ومتطور.

اما المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" أورلي سيلفنجر فقالت في كلمتها امام الحضور:" نحتفل معًا، لتكريمكن لعملكن الدؤوب والمتفاني، مع مرور 30 عامًا من العطاء في بطيرم. أكثر من 20 عامًا من هذه السنوات، قضيتُموها معنا كمتطوعات مدهشات في بطيرم. عندما أقول متطوعات بطيرم، يمتلئ قلبي بالفخر. التزامكن، وعملكن الغني والمثمر، ساهم مع شركاء آخرين في تقليص وفيات الأطفال بسبب الحوادث غير المتعمدة على مدار السنوات بـ 58%. خلال 30 عامًا من نشاط "بطيرم"، تم إنقاذ حياة 2,460 طفلًا من الموت بسبب الحوادث غير المتعمدة، ولَكُن في هذا الإنجاز قسطا كبيرا. هذا رقم لا يُصدق، والأهم من ذلك، أنه حقيقي".

وأكدت سيلفنجر في كلمتها أيضا:" كلما التقيتُ بكُنّ، أندهش من قدراتكن، من التزامكن، ومن العمل الذي ينبع من القلب. كل هذا، بالإضافة إلى المهنية التي تمتعن بها في مجال سلامة وأمان الأولاد، يجعلكن مصدر الهام لي، ولطواقم المؤسسة، ولكل من يقابلكن. أعلم أنكن لا تبحثن أبدًا عن التقدير، ولكن مع ذلك، فإنه من حقنا أن نكرم هذا العمل الرائع الذي تقومون به كل عام، واليوم هو اليوم المناسب لذلك".

بدوره رحب مدير المركز الجماهيري في شفاعمرو بلال إبراهيم بالحضور مشيرا الى المساهمة الكبيرة التي تقدمها متطوعات "بطيرم" في المجتمع العربي من خلال تأديتهن لعمل مقدس لصالح المجتمع بالتعاون مع مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، مؤكدا ان هذا العمل غير مفهوم ضمنا خاصة في ظل النسبة البارزة للحوادث والاصابات غير المتعمدة للأطفال والأولاد في المجتمع العربي.

وتحدث مديرة منطقة الشمال في "بطيرم" جاليا شفرير تسيونوف مشيرة الى الشجاعة والجرأة الكبيرة التي تتمتع بها المتطوعات في المجتمع العربي في مجال امان الأولاد وقالت:" أنتن لستن فقط بمثابة سفيرات بطيرم، انما قياديات في هذا المجتمع. أنا ممتنة لكُن جداً ولحضوركن هذا المؤتمر على الرغم من الأحداث التي شهدتها البلاد من حرب، وصعوبات جمة، وعدم يقين، ومع هذا كله استطعنا اقامة الحفل التكريمي".

وأضافت شفرير في كلمتها:" أقف أمامكن، نساء، أمهات، جدات، أخوات، بنات، وأشعر بأنني محظوظة لأنني جزء منكن. جزء من حركة نسائية كبيرة للتغيير. في عالمنا المتقدم، تقريبًا كل شيء كُتب بواسطة رجل أو صُمم من أجل الرجال. جرعات الأدوية، كتب التاريخ، المباني التي صممها رجال، الأفلام التي أخرجها رجال، وأنتن، عزيزاتي المتطوعات، تكتبن الآن قصة فريدة ومليئة بالقيم في عالم سلامة وأمان الأطفال، في بلداتكن، وفي عائلاتكن.

وقدمت المحامية ملاك زعبي وهي متطوعة في مجال امان الأولاد في مؤسسة "بطيرم" محاضرة قصيرة حول حقوق المريض وطرق تحصيلها كونها تشغل منصب مديرة المركز لتحصيل حقوق المريض في مستشفى الناصرة الإنجليزي.

كما تضمن الحفل التكريمي أيضا تكريم خاص للمتطوعة في "بطيرم" المرحومة ايمان فاهوم عدوي التي واظبت على مدار فترة طويلة في الانخراط بفعاليات وبرامج التطوع في قرية طرعان لصالح تذويت مفاهيم امان الأولاد حيث تم تسليم شهادة تقدير لزوجها وافراد عائلتها الذي حضروا المؤتمر بتأثر كبير.

كما تحدثت السيدة اركان حمدان عن قصتها الشخصية مع ابنها كرم الذي تعرض لحالة غرق في بركة زينة في المنزل، حيث أصيب خلالها وما زال يتلقى العلاج بسبب هذه الإصابة مشددة خلال حديثها على الجهود الحثيثة التي طالما بذلتها لضمان بيئة آمنة لأطفالها في المنزل، وعلى الرغم من ذلك شاءت الاقدار ان يصاب طفلها، مؤكدة بذلك ان حالات الإصابة من الممكن ان تحدث مع جميع العائلات رغم المواظبة والحذر المستمر من قبل الاهل.

وفي ختام المؤتمر تم تكريم المتطوعة نهاي جبور من متطوعات مدينة شفاعمرو لجهودها وتميزها في التطوع لصالح امان الأولاد، وتقديم الشكر والعرفات لكافة المتطوعات اللواتي شاركن في المؤتمر هذا العام واللواتي لم يشاركن لأسباب قاهرة.



الصور المرفقة تصوير علاقات عامة بطيرم