الحكومة تأكل الحُصرم والمواطنون يضرسون.../ منعم حلبي

نستهل عامًا ميلاديًا جديدًا على أمل ان يكون أفضل بكثير من العام الذي سبقه، بحيث كان عام 2024 عامًا قاسيًا من كافة النواحي، الاقتصادية، والنفسية والمعنوية. مجتمعنا العربي على مختلف طوائفه دائمًا من يدفع ثمن الحروب والفروضات الاقتصادية، لأننا مجتمع مُهمَّش على مدار السنين، بغض النظر إذا كانت هنالك حروبات ام لا. نحن نشعر بوجود "الحروب" يوميًا، من حيث تقصير الحكومات تجاهنا، تهميشنا، تقزيم قضايانا وعدم التعامل معها.
يتوقع خبراء الاقتصاد أن يكون عام 2025 الأكثر صعوبة، بحيث ارتفعت يوم الأربعاء اول أيام العام الجديد أسعار الوقود والمياه والكهرباء والارنونا وضريبة القيمة المُضافة وبعد من منتوجات استهلاكية يومية. عمليًا، زادت الأعباء الاقتصادية على كاهل كل مواطن منا، خاصة الناطقين بلغة الضاد. عمليًا، سيبقى معاش العامل الاجير كما كان عام 2024 ولكن سترتفع مصروفات بيته بصورة ملحوظة، تُقدر ب 12.000 شيكل للعائلة الواحدة، على مدار العام، أي بمعدل حوالي 1000 شيكل شهري. الدولة ستضيف على كاهل المواطن قرضًا شهريًا بكل معنى الكلمة، سيُضاف على القروض التي نأخذها من البنوك!!.
نحن ندفع ثمن فشل الحكومة، ندفع ثمن شنها الحرب غير المنتهية على غزة، والتي يدفع المجتمع الإسرائيلي برمته ثمنها، من أرواح واصابات واضرار لا منتهية.
السؤال: ماذا نفعل نحن المواطنون تجاه ما يحدث؟!.
نحن نرى تصرف هذه الحكومة الفاشية، التي تضخّم عدد الحقائب والوزارات والاتفاقيات الائتلافية بمليارات الشواكل، بدل إغلاق عدة وزارات غير ضرورية منها.
الحكومة "تأكل الحصرم" والمواطنون "يضرسون!.
وفي ظل الحروب غير المنتهية على غزة وفي الشرق الأوسط عامة، نبقى مع مشاكلنا غير المحلولة: البناء شبه متوقف في قرانا جراء قانون كامنتس والغرامات والقيود، البنى التحتية سيئة للغاية، انعدام المشاريع والأطر الحيوية، التربوية والثقافية والرياضية والسياحية، بلبلة واضحة في الهُوية، وتراجع في الناحية الاقتصادية.
لذلك، علينا ان نغيّر مسار حياتنا وأن نتوجه للعلم، ان نتخصص في المجالات المطلوبة، وان نخلقَ أطرًا تأتي علينا بالفائدة من ناحية مالية.
نحن مجتمع ترك الزراعة وتربية المواشي من جهة، ولم يلتحق بالعلم والتعليم كما ينبغي من جهة أخرى.
واقعنا أجبرنا ان نتعلق بالأذرع الأمنية كمصدر عيش لا ثاني له مع الأسف.
هذا يجب ان يتغيّر.
واقع 2025 لا يبشر خيرًا ولكن علينا كمجتمع وكأفراد ان نجد سبل عيش مختلفة لكي نستطيع في مُعترك صراع البقاء.
أتمنى للجميع عامًا افضل بكثير من عام 2024.