البشر مجرد حقل تجارب تدفع ثمنها مئات الاف من الأرواح الإنسانية/ منعم حلبي

النكبة هي مصطلح فلسطيني يعبّر عن المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الإسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والإقتصادية والحضارية عام 1948وهي السنة التي طُرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه، لصالح إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل. وتشمل أحداث النكبة، إحتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. بدأ التطهير العرقي في عام 1947 بعد اقتراح الأُمم المتحدة لقرار تقسيم فلسطين.
هذه وقائع وحقائق معروفة عالميًا ولا جدال عليها.
لماذا جئتُ بهذه المقدمة؟!.
لأننا نشهد بام أعيننا محاولة لإجراء تطهير عرقي وتهجير ثانٍ في العصر الحديث، امام مرأى العالم بأسره: ترامب يقترح تهجير مليون فلسطيني من بيوتهم واراضيهم ووطنهم للأردن ومصر.
أعجبتني مواطنة مصرية، بحيث سألت ترامب: بما انك تعشق اليهود، لماذا لا تقوم "بتهجيرهم" لامريكا؟!.
فعلًا، ان ما يحدث سيُسطّر في تاريخ العصر الحديث، كأكبر مأساة إنسانية شهدها هذا العصر، وذلك دون ان يحرك العالم، خاصة العربي، ساكنًا تجاه ما يحدث.
استمعت يوم امس للقاء في إحدى الإذاعات مع والد الشاب ميخائيل سمارة من قرية كفر ياسيف، والذي قُتل جراء تجربة اجراها الجيش الإسرائيلي لصاروخ اعتراض، خلال اختبار عملياتي لمنظومة "سبايدر". بينما التزمت إسرائيل الصمت حيال الحادث ولم تبلغ عائلته بأي تفاصيل وفقط بعد خمسة أشهر اتضحت الحقيقة الصادمة. قال والد الشاب الذي قُتل، إن حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل مخطط لها، وانها قضية تشغيل أسلحة وفحصها، لبيعها للعالم!!.
هي تقوم بتجارب على مناطق سكنية مكتظة بالسكان!.
هل فعلًا هذه الحرب الضروس سببها إجراء تجارب على البشر؟!.
نذكّركم بمؤامرة الكورونا، التي أثرت على حياتنا لمدة عام ونصف، بحيث اتضح لاحقًا انها مجرد تجربة قامت بها فئة في العالم، لتفحص مدى جهوزية ادوية معينة على البشر!.
هذه هي الحقيقة الدامغة التي قالها بروفيسور إسرائيلي( يورام لاس) مرارًا وتكرارًا في حينه، بحيث اصر على ان فيروس الكورونا مثله مثل سائر الفيروسات العادية ولا داعي لكل ما حدث.
إذًا، التجارب على الإنسانية تؤدي الى مقتل عشرات ومئات الاف من البشر، الى عمليات نسف وقمع وتهجير.
بدون شك، اننا نرى مخططًا كبيرًا في الشرق الأوسط، تقوده أمريكا وتحت كنفها إسرائيل، هدفه السيطرة الجغرافية والعسكرية المطلقة على المساحات والمناطق والدول المجاورة لأخذ ثرواتها. ليس صدفة قرر ترامب استضافة نتنياهو الثلاثاء.
وفي خضم هذه التطورات والاحداث التراجيدية، استمعتُ مؤخرًا الى مطالبة حثيثة من الدولة بإقامة قرية درزية جديدة...السؤال: اين ستُقام هذه القرية؟!.
على انقاض أراضي فلسطينية؟!.
اين؟!.
هل دولة إسرائيل، التي صادرت للدروز حوالي 84% من أراضيهم، والتي تطاردهم وتلاحقهم من اجل الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي، ستقيم قرية درزية جديدة وعلى أراضي دولة؟!.
هل هذا المقترح يبدو جديًا؟!.
بدلًا من العيش في أحلام اليقظة، يجب علينا المطالبة الحثيثة والصارمة بإرجاع الأراضي التي صودرت في الزابود وفي البقيعة وفي قرى الجليل والكرمل.
يجب إقامة "لوبي" واسع من محامين ومخططين ومساحين ومهندسين ومن مفكرين، يقود نضالًا مدروسًا ومهنيًا من اجل إعادة الأراضي المسلوبة.
كذلك يجب إقامة هذا "اللوبي" لأجل النضال ضد سياسة وزارة الداخلية ولجان التخطيط التي تطارد وتلاحق المواطنين الدروز في الكرمل والجليل، من خلال الغرامات واوامر الهدم التي ما زالت تصل مئات المواطنين، في ظل تقاعس وشلل المجالس المحلية، التي تقوم بتطبيق سياسة الوزارة واللجان، بدلًا من اجراء "حرب" ضروس ضد هذه السياسات.
شبابنا ينهارون في ظل هذه السياسات الهادمة.
هذا يجب ان يكون هدفنا في السنوات القادمة!.