إلى الدروز في إسرائيل – آن الأوان لثورة الأحياء والفكر/ صالح ابو ركن

لقد قيل لنا إننا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، ولكننا نرى بأعيننا أن المساواة تبقى شعارًا أكثر منها واقعًا. نحن نحارب، نخدم، نُقدّم التضحيات، ولكن عندما نطالب بحقوقنا في الأرض، السكن، العمل، والتعليم، يكون الجواب دائمًا: "لاحقًا"، "ليس الآن"، أو "هذه القوانين تنطبق عليكم بشكل مختلف".

لكن السؤال الأهم ليس فقط أين نحن جغرافيًا، بل أين نحن فكريًا؟.

كم مرة سمعنا أن الحل في "الاندماج"؟ ولكن اندماج بماذا؟ ومن أجل ماذا؟
كم مرة طالبنا بتطوير القرى، لكننا تجاهلنا تطوير الفكر الذي يحدد موقعنا في هذه الدولة؟.

المشكلة ليست فقط في السياسة، بل في الطريقة التي يتم بها تعريفنا، وإعادة تدوير دورنا المجتمعي دون أن نكون جزءًا من إعادة تشكيل المستقبل.
من الطائفة إلى الحيّ.. ومن الحيّ إلى القضية.
على مدار عقود، تم تقسيم الدروز انتخابيًا بناءً على العشائر والعائلات، وكأن الصوت الانتخابي ميراث ينتقل من جيل إلى جيل. لكن هذه اللعبة لم تجلب لنا سوى المزيد من التهميش.

نحن اليوم نقترح ثورة الأحياء—حركة سياسية جديدة لا تُغيّر فقط من أين نصوّت، بل لماذا نصوّت.
نحن لا نريد فقط تمثيلًا درزيًا في الكنيست، بل مشروعًا يعيد تعريف المجتمع الدرزي في إسرائيل من كونه أقلية منفصلة إلى كيان مدني وسياسي فاعل.
الحيّ هو المكان الذي تعيش فيه، حيث تحتاج إلى تخطيط عمراني، وبنية تحتية، ومدارس، وفرص عمل.
القضية هي كيف يرى الدروز أنفسهم في المستقبل؟ هل نبقى مجموعة مشتتة بين الولاءات القديمة، أم نؤسس هوية سياسية مستقلة تعبر عن حقوقنا كأصلانيين وأصحاب أرض وهوية؟.


عندما نصوّت كأحياء، نصبح قوة سياسية. وعندما نصوّت بفكر جديد، نصبح حركة تغيير حقيقية.

لماذا الشباب هم المفتاح؟**

الأجيال الجديدة لم تعد ترى السياسة كما رآها آباؤهم. الشباب اليوم يعانون من أزمة السكن، الوظائف، التعليم، ومستقبل أبنائهم. لم يعودوا يصدقون الخطابات القديمة، ولا الوعود الفارغة.
لكن الأهم: الشباب اليوم ليسوا مستعدين لأن يكونوا مجرد امتداد لدور فرضه عليهم غيرهم.
إنهم يريدون أن يكونوا جزءًا من مشروع حقيقي، لا مجرد أصوات في صناديق الاقتراع.

ما الذي نريده؟

مشروع سياسي جديد، لا يُكرر الماضي، بل يصنع المستقبل.

إطار مدني درزي مستقل، يمثل قضايا الطائفة دون الخضوع لأية أجندة خارجية.

خطة اقتصادية واجتماعية تعالج مشاكلنا بشكل جذري، وليس عبر حلول مؤقتة.


آن الأوان لنتحرك

لسنا بحاجة إلى "تمثيل رمزي"، بل إلى هوية سياسية حقيقية.
نريد حقوقنا ونحن أحياء، ونريد أن نكون جزءًا من القرار، لا مجرد أداة في يد من يقررون لنا.

إذا كنت تؤمن أن التغيير يبدأ بالأفكار قبل الأفعال، وبالمجتمع قبل القوانين—فاعلم أن هذا طريقك.