kolanas - 2022-06-07 14:28:01 -
تمّ يوم الجمعة الأخير إغلاق وسط الدالية لستّ ساعات تقريبا. سيارات شرطة وأمن وأضواء ولافتات ومصروفات من المال العام تُقدر بربع مليون شيكل.
الناس في الشوارع والمهرّجون، أيضًا، في الشوارع.
لم يحدث هذا احتفالا بانتصار ولا احتفاء بإنجاز قصر الثقافة بل كجزء من تحويل حياتنا العامة إلى ملهاة واحدة مستمرّة للتغطية على المأساة.
حدث هذا الإغلاق والاختناقات المرورية وإغلاق مداخل البيوت والممرات، فيما كانت 130 أسرة من الدالية تجلس في بيوتها أو لدى المحامين تبحث في السبل لمواجهة غرامة مالية بقيمة 300 ـ 360 ألف شيكل فُرضت عليها بحجّة البناء غير المرخّص.
هذه هي الثقافة التي تريدها إدارة المجلس المحلّي ورئيسه المهووس بالإخراج والتصوير: أناس تحتفل في إطار كذبة كبيرة للتغطية على أزمة حقيقيّة كبيرة. كلّما تعمّقت الأزمة توسّع "المهرجان" وكبرت الكذبة. إنها ثقافة سلّم الأولويات المقلوب. الثانوي والتافه يصير أساسيًّا والمصيريّ يصير ثانويًا. أن تقتني لابنك قناعًا بشعا من بسطة في ساحة البلد، أهمّ من أن تبحث في كيفية ضمان أرض له يبني عليها بيته بعد 15 عامًا ومدرسة معقولة يتخرّج منها إلى الجامعة وليس إلى الشارع!
لو أن الناس التي تجمّعت في الساحة على كذبة تجمّعت مثلا في تظاهرة من أجل إلغاء الغرامات الجائرة على الـ 130 عائلة، لو أن الناس التي تجمّعت على "كمشة ترمس" تجمّعت تضامنا مع العائلات المنكوبة ومع البيوت التي صدرت ضدها أوامر هدم ومع الناس التي سلبت الخريطة الهيكلية ثلث أرضها، لقُلنا لدينا ثقافة تضامن وتكافل ونضال وتحصيل حقوق. ولكنّا حققنا بعض أهدافنا لأن السلطة تخاف من الناس الجدّيين ذوي العنفوان والعارفين بكرامتهم وحقوقهم لا الناس "الخفيفة" و"السحّيجة" في إدارة السلطة المحلية أو دواوين العائلات.
هذا حالنا عندما تتحوّل الثقافة إلى مجرّد "ملاهي إبليس" للتغطية على ضياع الأرض والأخطاء الاستراتيجية في إدارة الشأن العام والأرض والفشل في كل مجالات الحياة العامة.
الثقافة في أساسها ليست منصّة ولا مهرّجين وفرقًا تزمّر وتطبّل بل هي جملة من القيم الإنسانية النبيلة وفي رأسها المسؤولية المتبادلة والتضامن والمؤازرة خاصة في وقت الأزمات وإن كانت أزمات لـ 130 عائلة فقط! وهي ليست كذلك لأن في الدالية نحو 2200 بيت بدون ربطة قانونية بالكهرباء ومجمعات بيوت بدون شوارع أو شوارع سويّة. الثقافة كما أعرفها ليست بيع الوهم والغيب بل صناعة الأمل وشروط الحياة الكريمة وتوفير احتياجات الناس الحقيقيّة إلى شارع وكهرباء وماء بسعر معقول قبل "غزل البنات" و"بوب كورن" وخدمتها بإخلاص وليس "مفرَمة كذب".
قد نقول إن الناس تحتاج إلى فرح وإلى حيّز للمرح والأطفال إلى فُسح ـ وهذا صحيح مئة بالمئة ـ لكن ما دامت الخدمات الأساسيّة غائبة أو غير كافية ولا نوعية، سيكون كلّ هذا لهوًا رخيصًا ومُشاغلة للناس عن احتياجات أساسيّة سابقة مثل قصر ثقافي وتعليم نوعيّ ورياضة متطوّرة ومنشآتها وأرض للبناء ومرافق عامة وشوارع التفافيّة وما إلى ذلك.
لو أني رئيس سلطة محلّية لما فعلت سوى أمرين اثنين على الفور ودون انشغال بالثانويات ـ النضال لأجل إلغاء الخريطة واستعادة أراضي الدالية ووضعها تحت تصرّف أبنائها وبناتها (وقد حصل لنا العكس) والذهاب في تخطيط جديد ينطلق من مصلحة الناس وليس من مصلحة البارك والخنازير التي فيه. لكنتُ استثمرت كل طاقتي في تطوير جهاز تعليم لا يزوّر ولا يغشّ بدل أن أنشغل بالتفاهة على مدار تسعة أعوام وأتفاخر بها.
لما تركتُ بيتا واحدًا في دالية الكرمل منكوبا بقوانين البناء والتنظيم. لوقفت إلى جانب كلّ مواطن ومواطنة غبن حقّه قانون جائر. ولما كذبت على أحد. ولما غطّيت على مآسي الناس بالتهريج و"ملاهي إبليس".
(5 حزيران/ دالية الكرمل)
شكرًا رنين مشيلح.." لقد سقطت الدالية حين اشتغلت بالوعظ والتدليس والنفاق والكذب على ذاتها بدل أن تقول الحقيقة لأبنائها وبناتها" " سقطت الدالية حين عرفنا وحرّفنا كلّ على طريقته....
الناصرة | 28.11° - 31.07° | |
حيفا | 30.12° - 30.12° | |
القدس | 25.22° - 30.95° | |
يافا | ° - ° | |
عكا | 30.57° - 30.57° | |
رام الله | 25.16° - 30.88° | |
بئر السبع | 33.32° - 34.22° | |
طمرة | 29.76° - 29.76° |
دولار امريكي | 3.532 | |
جنيه استرليني | 4.9821 | |
ين ياباني 100 | 3.2976 | |
اليورو | 4.3352 | |
دولار استرالي | 2.7053 | |
دولار كندي | 2.7595 | |
كرون دينيماركي | 0.5822 | |
كرون نرويجي | 0.4520 | |
راوند افريقي | 0.2911 | |
كرون سويدي | 0.4211 | |
فرنك سويسري | 3.6777 | |
دينار اردني | 4.9780 | |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 | |
جنيه مصري | 0.1997 |
كيف نلخّص عشر سنوات من الخراب؟يوم الثلاثاء ...الدالية ستستردّ روحها وتنهض مرزوق الحلبيفيما يلي محاولة منّي لتلخيص عشر سنوات من الخراب واستشراف الآتي.ـ لا أشكّ من مشاهداتي ومن...
كلمة العدد 956 وصولنا للحضيض لم يأتِ محض الصدفة! -وزارة الداخلية تدافع عن إخفاقات بعض رؤساء مجالسنا بصورة متعمدة -الوزارة تفرض عليهم كافة الإملاءات، مقابل غض الطرف عن الفشل...