ظاهرة اقتتال الشوارع: هي انعكاس لخلل عميق في البنية الإجتماعية والنفسية للمجتمع/ مسعود منصور
kolanas - 2024-11-23 17:14:13 -
مقال الصحفي منعم حلبي الأسبوع الأخير حول تنظيم اقتتال شوارع بين الشباب مهم جدا وفي ذات الوقت مقلق. التفسيرات المحتملة لهذه الظاهرة الآخذة بالتفاقم قد تُشير إلى مجموعة من الدلالات الإجتماعية والنفسية التي تستدعي القلق والتأمل، ومنها:
1. فقدان القيم الاجتماعية المشتركة:
•يعكس غياب ثقافة الحوار والتسامح كأسلوب لحل النزاعات.
•يدل على انهيار القيم التي تُعلي من شأن السلام واحترام الآخر.
2. ضعف دور المؤسسات المجتمعية:
•قد يُشير إلى غياب أو تراجع تأثير المؤسسات التربوية، مثل المدرسة والأسرة، في تعزيز الإنضباط والمسؤولية.
•يظهر ضعف المنظومات الأمنية أو القانونية التي تُردع مثل هذه السلوكيات.
3. استعراض القوة والبحث عن الاعتراف:
•يعكس رغبة الشباب في إثبات الذات عبر العنف، كوسيلة للحصول على مكانة إجتماعية في ظل غياب فرص بناء الهوية بطرق إيجابية.
4. تأثير الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي:
•الإقتتال قد يكون مدفوعًا بتقليد مشاهد عنف منتشرة في الأفلام والألعاب الإلكترونية أو تنافس على “الشهرة” عبر توثيق مثل هذه الأحداث ونشرها.
5. اضطرابات نفسية ومجتمعية:
•قد يكون مؤشرًا على وجود شعور باليأس أو الغضب المكبوت نتيجة ضغوط اقتصادية أو اجتماعية.
•الشباب الذين ينخرطون في هذه الأنشطة قد يعانون من ضعف الإنتماء والشعور بالإقصاء.
6. غياب البدائل الإيجابية:
•يعكس نقص البرامج الثقافية، الرياضية، والإجتماعية التي تُشغل أوقات الشباب وتوجه طاقتهم إلى مسارات بناءة.
المطلوب لمعالجة الظاهرة:
1.تعزيز الوعي: من خلال برامج توعوية تشرح مخاطر العنف وأثره على الفرد والمجتمع.
2.إعادة دور الأسرة: بتعزيز قيم الحوار، التربية الإيجابية، وتقديم الدعم العاطفي.
3.تطوير البرامج الشبابية: توفير أنشطة رياضية، ثقافية، واجتماعية تُشغل أوقات الشباب بشكل إيجابي.
4.تفعيل القانون: تشديد الرقابة القانونية على مظاهر العنف ومعاقبة المحرضين والمنظمين.
5.معالجة الأسباب العميقة: تقديم دعم نفسي واجتماعي للشباب المتأثرين بضغوط الحياة أو الظروف المجتمعية.
الخلاصة:
تنظيم إقتتال الشوارع بين الشباب ليس مجرد مشكلة سلوك فردي، بل هو انعكاس لخلل عميق في البنية الإجتماعية والنفسية للمجتمع، ما يتطلب حلولًا شاملة وجذرية.