نحنا منتصرين ومش عارفين؟!...../ منعم حلبي

أقوم بتغطية المظاهرات والتظاهرات والاحتجاجات في مجتمعنا في شتى المجالات منذ حوالي 30 عامًا، واعترف، انني لم أرَ مثل هذا المشهد: رؤساء مجالس محلية(درزية) يصلون من الكرمل والجولان للقدس، بهدف التظاهر امام مكتب رئيس الحكومة، والمطالبة بتمرير الميزانيات للمجالس المحلية.
حتى الان، كل شيء على ما يرام...ولكن ما حدث بعد ذلك بحاجة للجنة تحقيق: فجأة، خفتت الأصوات وانتهت المظاهرة...بعد بضع دقائق، يخرج الرؤساء من جلسة مع نتنياهو ويصرّحون: حصلنا على مطالبنا...انتهت المظاهرات وانتهت الاحتجاجات....أمور لا تُصدَّق!.
أُلغيت المظاهرة الكبرى التي كانت من المفروض ان تُقام مطلع هذا الأسبوع.
اتضح، ان النتن وعد الرؤساء بتمرير ميزانية فورية للمجالس، ليقوموا باستخدامها لأجل تقليص الديون المتراكمة، الناتجة عن إدارة بعضهم الفاشلة وغير السليمة!.
وماذا عن القضايا الكُبرى التي تعاني منها القرى والطائفة الدرزية؟!.
ماذا عن التخطيط والبناء؟ 10 ملايين شاقل بدلًا من 200 مليون لأجل هذه القضية؟!. ما هذه السخرية؟!.
ماذا عن الوعودات بإلغاء قانون كامينتس؟ عن إلغاء وإبطال أوامر الهدم؟ الغرامات بملايين الشواقل؟!.
اتضح للقاصي والداني، ان هدف الرؤساء من هذه "المظاهرة" هو الحصول على أموال فورية، تنقذهم من الإفلاس ومن لجان معينّة، لا اكثر ولا اقل. كل غايتهم، الحصول على ميزانيات جارية، ليستطيعوا دفع معاشات العمال ودفع قسم من الديون للمزوّدين والمقاولين.
إذًا، الهدف هو إنقاذ أنفسهم وليس إنقاذ الطائفة الدرزية من الأوضاع المزرية التي تعيشها.
هُم بهذه الطريقة أجهضوا النضال الحقيقي والحَق.
قلتُ في الماضي وأعود وأكرر للمرة الألف: المجتمع المعروفي بحاجة لقيادة جديدة، لدماء جديدة، تقود نضالات حقّة لأجل الصالح العام وليس لأجل المصالح الشخصية الضيّقة.
خاب ظني صراحة من رؤساء المجالس الجدد الذين تم انتخابهم قبل قرابة خمسة أشهر. اعتقدتُ لتوّي اننا امام عهد جديد في الطائفة.
القيادة القديمة تقودهم نحو الضياع وهذا مؤسف ومؤلم!.
نحن بحاجة "لانتفاضة" فكرية حقيقية وليس لاستجداء هش وهزيل امام الجلاد.
أين ذهبت القضايا الهامة؟ اين نحن من قانون القومية؟ قانون كامينتس؟ شبابنا يفضّلون اليوم الهجرة. ماذا ننتظر بالضبط؟!.
حان الأوان أن تدخل عناصر جديدة للساحة السياسية وان تقود المجتمع في خط جديد، آخر، حربجي، لا يعمل الا لله حسابا.
بهذه الصورة، ووفق ما رأيته في القدس، نحن في الطريق الواضح نحو الانهيار والضياع!.