ما بِتروح، إلّا على الشعوب/ منعم حلبي

أولًا، يؤلمني جدًا رؤية المشاهد المقشعرة التي تردنا من غزة وضواحيها، كما آلمني جدًا رؤية المشاهد من السابع من هذا الشهر، بحيث تم قتل مئات المواطنين الإسرائيليين العُزّل في منطقة "غلاف غزة".
من لا يتألم عندما يرى قتل أو ألم طفل او مسن او مسنة من كافة أرجاء العالم، هو إنسان بعيد عن الإنسانية!.
قلتُ مرارًا وأكرر: أنا مع السلام الشامل في كافة أرجاء العالم..لدي رؤيا لربما تظهر للوهلة الاولى وكأنها ساذجة، وهي اننا خُلقنا لنعيش ويجب ان نعمل لنعيش وليس العكس.
الصراعات على مر التاريخ كانت لأهداف السيطرة على الأرض والماء والموارد. الصراعات الأخرى سببها السيطرة الدينية.
مرت العصور وشيء لم يتغير: الحروبات والصراعات دينية، لاجل السيطرة الدينية، السيطرة على الأرض والأهم: السيطرة على الموارد!.
أسألكم بالله: ماذا تريد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط؟!.
أسأل نفس السؤال: ما أرادت بريطانيا العظمى والإمبراطورية الفرنسية من الشرق الأوسط في القرن الفائت؟!.
ماذا تريد روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وأمريكا من الدول الأفريقية؟!.
الموارد...الموارد...الموارد والثروات. من "يروح في الدوكِة" دائمًا الشعب!.
الدول العظمى تضحي بأرواح الملايين من اجل الحفاظ على مصالحها.
هذا حدث في الماضي، يحدث الان وسيحدث للأسف في المستقبل.
نحن نعيش واقعًا صعبًا للغاية..نعيش توترًا حياتيًا يوميًا في المنطقة.
ما هو ذنب مواطني الجنوب الذين أُرسلوا للعيش على الحدود مع غزة؟!.
ما هو ذنب هؤلاء الذين أُرسلوا للعيش على الحدود الشمالية؟!.
نحن، المواطنون، دائمًا ندفع الثمن النفسي والمعنوي والاقتصادي والحياتي!.
القتل والدمار ما كان يومًا الحل!.
ليس مهمًا من هو الظالم والمظلوم، المهم ان ننهي الصراع في الشرق الأوسط من خلال ابرام سلام شامل وعادل يرضي كافة الأطراف. اهل وأولاد غزة وفلسطين لهم الحق بالعيش الكريم، وهكذا الحال بصدد أولاد بني إسرائيل.
لا مجال اخر سوى إبرام السلام.
في النهاية، لا بد لي إلّا ان اتطرق للتغطية الصحافية العبرية الإسرائيلية: في فترة الحرب، تنتهي مهمة الصحافة الحقيقية في إسرائيل. الصحافيون مجندون..يفتقدون لهويتهم الأساسية. هذا يقول: يجب الدخول لغزة وتمشيطها كليًا...آخر: يجب محو حماس عن بكرة ابيهم..ثالث: لا مجال الا لقتل الالاف...هالو؟!!!.
هذه تفوهات لا تليق بصحافي ولا بصحافة!.
هذه تفوهات ممكن ان نُسمعها من قائد جيش او من محارب، وليس من صحافي، مهمته المقدسة هي إظهار معاناة الشعب، تقصير السلطات بحق المواطنين الخ...
تلاحظون، انه في ظل هذه الظروف من شبه المستحيل ان ترى في استوديوهات التلفزة والإذاعة شخصيات عربية، أعضاء كنيست عرب او محللين عرب.
نعم نرى يوميًا "المحلل" يوسف حداد....!!.
شر البلية فعلًا ما يُبكي!!.
على الإعلام الإسرائيلي، حتى في فترة الحرب، ان يثبت انه اعلام نزيه. لا يُعقل أن ينتقد هذا الإعلام قناة الجزيرة على انها غير نزيهة وغير موضوعية، وان يتصرف هو تمامًا مثلها!.
أخيرًا: أصلّي لأجل انتهاء هذه الحرب وانتهاء الحروبات في الشرق الأوسط، ليعود أولادنا لحياتهم الطبيعية!!.