وعودات نتنياهو هدفها: تنفيس النضال المعروفي/ منعم حلبي

جراء تصعيد الوضع وازدياد التوتر في صفوف المجتمع المعروفي، وبعد ان وصل رئيس الوزراء نتنياهو رسالة واضحة من الشاباك ان الغليان يهدد بالانفجار، أرسل شريط فيديو غايته "تنفيس" النضال، ووعد بدعم القرى المعروفية بميزانيات للاعوام 2024-2028 من خلال خطة خماسية، والعمل على إزالة الحواجز التخطيطية الخ من وعودات بدون رصيد ولا تغطية.
لم يتحدث حتى بكلمة واحدة عن عملية إلغاء أوامر الهدم والغرامات، التي وصلت بمئاتها للمواطنين جراء بنائهم على أراضيهم الخاصة على مر السنين.
أبناء المجتمع المعروفي يعانون الأمريّن مرتين: الأولى، جراء تعامل الدولة العنصري والتعسفي من خلال مختلف حكوماتها مع كافة المجتمع العربي، ومن ضمنه المعروفي، وجراء فشل غالبية رؤساء السلطات المحلية في العمل المهني من اجل دفع عجلة التخطيط وإنهاء هذه المُعضلة التي أضحت "قومية"!.
قرانا مُحاصَرة أكثر فأكثر، المستوطنات تُقام بدون أن نشعر الواحدة تلو الأخرى في الجليل وتقترب من الكرمل، والوضع يزداد سوءًا وحِدَّة.
لا تكاد ترى بنايات جديدة في الكرمل جراء الفشل التخطيطي المُحبِط، الذي يدفع ثمنه المواطن الأعزل.
المواطن يدفع ويدفع، والسلطة المحلية تفشل وتفشل.
وعودات نتنياهو ومكتبه هي وعودات هدفها إحباط النضال.
قضية تجميد وتجميد وتجميد...لا توجد كلمة إبطال أو إلغاء، لا قوانين ولا أوامر هدم ولا غرامات.
السؤال: كيف سنواجه هذه الوضعية؟!.
المثل الشعبي يقول: لاحِق العيّار لحَد الدار...وهذا ما تبقّى لشبابنا: النضال الحق يجب أن يستمر، والنضال الشعبي الذي يأتي من الشارع هو الذي يزعزع ويخيف المؤسسات الإسرائيلية.
القيادات وظيفتها تقتصر على رسم الصورة الحقيقية للدولة، وهذه من واجبها إيجاد الحلول الحقيقية للمواطنين.
دولة تدّعي الديمقراطية لا تدوس على حقوق مواطنيها!.
دولة تدّعي الديمقراطية تتعامل بمساواة بين المواطنين، بغض النظر عن لغة الأم والانتماء والدين والقومية.
نحن اليوم نتواجد بمفترق طرق: قبل انتخابات السلطات المحلية من جهة، وداخل دوامة قطرية، من خلالها تؤدي إسرائيل الى عدم استقرار سياسي واقتصادي وأمني في المنطقة.
لذلك، علينا ان نتعامل مع الأمور بحكمة وحنكة لكي ننجح في المحافظة على وجودنا في المنطقة.
في هذه الحُقبة الزمنية علينا وضع كافة التباينات والاختلافات في الآراء جانبًا، والاتحاد حول قضايانا الحارقة.
ملاحقة القضايا بالشكل المهني والصحيح هي الضمان للنجاح يومًا ما...!.