عندما ترفع العنصرية العمياء رأسها، لا تفرّق بين عربي وعربي/ منعم حلبي

الاعتداءات الإجرامية المتكررة من قبل يهود متطرفين على أبناء المجتمع العربي، بغض النظر عن انتمائهم الطائفي، يؤكد اننا نمر في أزمة غير مسبوقة في هذه الدولة.
هذا لم يأتِ من فراغ: دخول شخصيات متطرفة للحكومة وللكنيست، مع ماضٍ زاخر بالمخالفات الجنائية والإجرامية، وشرعنة هؤلاء لأجل حفاظ نتنياهو على الكرسي من جهة ولأجل إنقاذه من السجن الحتمي من جهة أخرى، تؤدي إلى شرعنة العنف والإجرام ضد مجتمعنا العربي.
لم يشفع لإبن ساجور كونه من أبناء بني معروف ولا كونه خدم في الجيش.
عندما ترفع العنصرية العمياء رأسها، لا تفرّق بين عربي وعربي!.
هذه الحكومة الخطيرة قتلت عن طريق أذرعها الأمنية والعسكرية عشرة أشخاص أبرياء من أطفال ونساء فلسطينيات صبيحة يوم الثلاثاء، من خلال هجوم وحشي بادعاء ان إسرائيل تبحث عن "رؤوس" مسؤولة من حركة الجهاد الإسلامي.
جاء هذا الهجوم لهدف واحد: نتنياهو يرى استطلاعات الرأي التي تُظهر تحطّمه وتحطّم حزبه الليكود من جهة، ويرضخ لضغوطات بن جفير الذي يطالبه بشد الحزام ضد العرب من جهة أخرى.
هذه هي الحقيقة ولا توجد حقيقة أخرى.
هجوم بربري آخر وقتل عشرات الأبرياء، هذا ما يقوم به الجيش الإسرائيلي الذي يدّعي انه الجيش "الإنساني"...!!.
الأحوال ستتدهور اكثر فأكثر في المنطقة، لأن رئيس الوزراء متواجد بين المطرقة والسندان: لا يستطيع إقناع أي حليف سياسي مثل جانتس او لبيد أن ينضموا لحكومته على حساب بن غفير، ولا يستطيع في هذه الحالة التخلص من الأخير، لأن ذلك يعني سقوط الحكومة والخروج لانتخابات جديدة.
في ظل تدهور الدولة ويمينيتها العنصرية البغيضة، لم نستمع لاستنكار أية جهة من الحكومة للاعمال البربرية-الإجرامية التي قام بها يهود متطرفون ضد حارس ابن قرية ساجور من الجليل، الذي تعرض للهجوم الوحشي جراء تحدثه بلغته الأم-العربية!.
تخيلوا لو حدث العكس، كيف كانت الدنيا ستقوم ولن نقعد، بدءًا من وسائل الإعلام العبرية المأجورة، ناهيك عن أعضاء الحكومة والكنيست اليهود.
في ظل هذه الأوضاع المُقلقة، تقوم لجان التخطيط بأمر من فوق بتضييق الخناق على قرانا أكثر فأكثر، تزيد من ضغوطاتها بصدد قضايا ضرائب التحسين وغيرها لكي تصعّب علينا إجراء معاملات بيع وشراء أراضٍ.
على ما يبدو، ان الهدف المرصود هو إجبارنا على ترك أراضينا وبيوتنا والهجرة لخارج البلاد.
في ظل الأوضاع الراهنة، علينا بالتعقل ورص الصفوف.
يجب إقامة لوبي رسمي، يحوي محامين، مسّاحين، مختصين بشؤون القوانين التي تُسن كل يومي اثنين وخميس ضدنا عمدًا، لمعالجة القضايا كما ينبغي.
سئمنا تشتتًا وعملًا فردويًا.
يجب مأسسة نضالنا ضد المؤسسات المختلفة في الدولة!.
الواقع الحالي لا يبشّر خيرًا وفي هذه الحُقبة الزمنية علينا وضع "الإيجو" الشخصي والسياسي جانبًا والالتفاف حول الهدف المنشود.
لقاءات بعض من رجالات السياسة مع بن جفير وأمثاله يمس في نضالنا ويمس في وحدتنا.
إلى متى الخنوع للجلاد وما هي مكاسبكم الشخصية جراء هذه المحاولات البائسة؟!.