وقفة وموقف للذكرى.../ منعم حلبي

-منع الوزيرة الدخول للمقبرة العسكرية أوصل الرسالة للمسؤولين في الدولة

-السؤال: كيف ستتبلور الأمور من اليوم فصاعدًا؟

-لا يُعقل أن يشاهد رؤساء المجالس النضال عن المدرجات

-عليهم مأسَسَة ودفع عجلة النضال إلى أن تغيّر الدولة تعاملها معنا رأسًا على عَقَب

بعد عملية حرق أوامر الهدم والغرامات في منطقة المِحرَقَة الواقعة في الكرمل، وبعد الوقفة الاحتجاجية في الشجرات الأربعين الواقعة بجانب جامعة حيفا، استمر النضال الحق الذي تبادر إليه حركة شعبية من قرية عسفيا، تمتد فروعها وغصونها لسائر القرى المعروفية في البلاد، هدفت لمتابعة قضايا التخطيط والبناء والوقوف سدًا منيعًا في وجه الطوفان المؤسساتي، الذي يهدد يوميًا بجرفنا وترحيلنا من بيوتنا وأراضينا الخاصة.
هذه الحركة قررت الوقوف وقفة احتجاجية مقابل المقبرة العسكرية في قرية عسفيا، هناك تُقام كل عام مراسم الذكرى للذين وقعوا في حروبات إسرائيل او توفوا خلال خدمتهم في الجيش او الأمن، بحيث يأتي مسؤول من قبل الحكومة، يُلقي خطابًا رنانًا، يُسمعنا ما نريد سماعه، يعترف بتقصير الدولة في تعاملها معنا، ويَعِد بإصلاح الغبن مستقبلًا.
قرر المُحتجون هذه المرة: إلى هنا!!.
يكفي استهتارًا بنا وبأهلنا!.
قرروا منع أي مسؤول بُعِث من قبل الحكومة، الدخول للمقبرة العسكرية، بهدف تصعيد النضال وإسماع الصوت لكل زاوية في زوايا وأروقة الحكومة والدولة بأسرها.
إصرار الوزيرة عن حزب الليكود الدخول بكل ثمن كان مُدهشًا!.
إلى هذه الدرجة يصل بِكِ حد الوقاحة؟!.
الرسالة كانت واضحة: حقوقنا مهضومة، أراضينا تُسلَب من تحت أقدامنا، أموالنا تُدفَع غرامات بدلًا من أن تُدفَع لأجل رفاهيتنا ورفاهية أولادنا، وهذه الوزيرة تريد بالقوة الدخول إلى قرانا والضحك علينا مرة أخرى...أعتقد، أن الموقف كان جللًا، والرسالة وصلت!.
السؤال الآن: ماذا بعد؟!.
الشيخ موفق طريف يقول، إن مسؤولية دفع عجلة التخطيط مُلقاة أولًا على كاهل رؤساء المجالس.
الرؤساء يقولون، إن لجان التخطيط تمنع منهم التقدم في الخرائط الهيكلية والمفصلة، وان الدولة تريد محاصرتنا بل وتريد لنا ان نعيش داخل غيتو!.
إذًا، ما العمل؟!.
النضال الجماهيري هو قوة حديدية، على شرط أن يستمر وأن تستمر الوحدة بين صفوفنا، وأن تزداد اعداد الملتفين حول هذا النضال.
ولكن، هذا النضال بحاجة لتدخل سريع من قبل من انتُخبوا من قبل الشعب!.
لا يُعقل ان يقف رؤساء المجالس جانبًا وأن يشاهدوا المشهد النضالي وكأنهم يشاهدون مباراة كرة قدم من المدرجات!!.
على الرؤساء الانضمام، بل وقيادة ومأسَسَة هذا النضال والقيام بخطوات عملية فعلية حالية تهز فعلًا أركان الدولة، لتُجبرها بتغيير المعاملة والتعامل معنا وقلب الدفة في قضايا التخطيط والميزانيات وفي غيرها من قضايا.
أخيرًا:رأيتُ بعد انتهاء المراسم، عددًا لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، يقودون الوزيرة لوضع الاكاليل في المقبرة العسكرية، ضاربين عرض الحائط نضال أهلهم ومجتمعهم.
هؤلاء لا يستحقون ان نذكر اسمهم، والتاريخ سوف يحاسبهم على أعمالهم بدون شك!.