kolanas - 2023-04-23 09:31:17 -
قرى الدروز تحتضن اللاجئين العرب في العام 1948
تحولت القرى الدرزية إلى ملجأ للمهاجرين من كل الطوائف في عهد الانتداب ابتداء من 1925، وقد وصل هذا المسار التاريخي إلى قمته في العام 1948 عندما تدفقت أفواج اللاجئين العرب من القرى المهجرة خلال الحرب إلى القرى الباقية، وكان للقرى الدرزية حصة الأسد في استقبال ومساعدة اللاجئين في المأوى والملبس والمأكل وإيجاد العمل والإصرار على البقاء في الوطن، حتى أن الدكتور شكري عرّاف يتوصل في بحثه الميداني الذي وثقه في كتابه "لمسات وفاء" الذي صدر في العام الماضي على أن بقاء الدروز في وطنهم واستقبالهم اللاجئين في قراهم أثر على بقاء أكثر من ثلث العرب مواطني دولة إسرائيل. وكان الدكتور عرّاف قد جمع الرواية الشفهية للاجئين من جهة وللمستقبلين في القرى المختلفة من جهة أخرى، وسجّل مئات الشهادات التي شهدها أشخاص ما زالوا أحياء يرزقون وكلها تؤكد على المعاملة الإنسانية والكرم والضيافة والشهامة والتضحية الكبيرة التي قام بها سكان القرى الدرزية من معظم العائلات لمساعدة كل مَن فقد بيته وأرضه ومسقط رأسه. كما سجّل الباحث الكميات الهائلة التي تهافتت على القرى الدرزية، فمنها مَن سكن مؤقتًا ومنها مَن انتقل إلى بلدة أخرى ومنها من بقي حتى اليوم ومنها من عاد مرة أخرى إلى نفس مكان اللجوء الأول، وقد ساعدت المعرفة السابقة بين اللاجئين والمستقبل على تدفق الكميات الكبيرة. لذا نجد من لفى عند أصدقائه أو عند من كانت عنده سابق معرفة به وكان لقرب أو بعد القرى الباقية تأثير على كميات اللاجئين خلال الحرب.
ماذا تقول الوثائق الرسمية الإسرائيلية في هذا الموضوع؟
في 21/11/1948 قررت حكومة إسرائيل تأليف لجنة وزارية بشأن ترحيل العرب من مكان إلى آخر في نطاق الحكم الإسرائيلي وتكونت من بيخور شيطريت وزير الأقليات، جاد مخنس المدير العام للوزارة، وممثلون عن كل من وزارة الدفاع، العمل، البناء والزراعة، وشرعت اللجنة في جمع المعلومات عن اللاجئين في القرى المختلفة مثل ضواحي الناصرة والجليل الغربي والكرمل. وقد قُدر مجموع اللاجئين داخل حدود إسرائيل باستثناء البدو في الجنوب بعشرين ألف لاجئ، ولرسم معالم السياسة التي ستتبعها الدولة في هذه القضية قررت لجنة الترحيل إجراء إحصاء شامل ومنظم للاجئين في القرى. وفي أواخر شباط 1949 وصلت نتائج الإحصاء في 26 قرية في الجليل وكان الإحصاء مفصلًا شمل قرى اللجوء والأسماء والديانة والعمل والأراضي التي يملكونها وتركوها وراءهم. لم يشمل الإحصاء جميع اللاجئين في الدولة مثل لاجئي المدن والكثير من القرى ومنطقة القدس والجليل الشرقي، إلا أن هذا الإحصاء يُقدّم لنا معلومات قيمة وفريدة من نوعها عن حوالي ثلث اللاجئين في ذلك الوقت.
اما بخصوص القرى الدرزية فالجدول المرفق بهذا المقال يوضح إعداد اللاجئين الذين دخلوا في الإحصاءات بعد أن طرد الجيش الإسرائيلي الكثيرين ونقلهم بواسطة الباصات التي أعدها إلى منطقة جنين أو حدود الأردن ولبنان وما تبقى بشتى الوسائل والطرق التي لا نريد أن ندخل فيها هنا. الإحصاءات التي لا تعبر عن الأعداد الحقيقية رغم كونها إحصائيات رسمية معتمدة لأننا نعرف جميعًا الكثير من الذين تهربوا منها خوفًا من طردهم ولكن رغم ذلك تعطينا كما ذكرت معلومات هامة عن مدى هذه الظاهرة ودور القرى الدرزية في المحافظة على البقاء في الوطن والانتماء وهذا أكبر دليل أن غالبية المجتمع الدرزي لم يكن مجتمعًا منحازًا في الصراع العربي الإسرائيلي لأحد الأطراف سوى لنفسه ووجوده ومجتمعه وكرامته وأرضه ووطنه وأجياله القادمة. فهذه الوقفة التاريخية والدور البارز في بقاء قسم كبير من الأقلية العربية في إسرائيل في وطنها تثبت ذلك وتكشف الستار عن الموقف الحقيقي غير المنحاز وغير المتعاون في العام 1948 حتى بعد انتهاء الحرب وقيام دولة إسرائيل رغم وجود أقلية ضئيلة متعاونة مكونة من أفراد ولا تشمل أي زعيم أو مختار أو شيخ صاحب منصب ديني آنذاك، إنما أصبح قسم من المتعاونين زعماء بفضل تعاونهم ومساعدة أجهزة الدولة لهم فيما بعد.
أخيرًا يثبت الجدول المرفق أعداد اللاجئين المتبقية حسب الإحصائيات الإسرائيلية ويلاحظ تناقصهم بين 1957- 1950 في القرى ذات الأكثرية الدرزية وتكاثرهم في القرى ذات الأقلية الدرزية بسبب سياسة الدولة لفصل الدروز عن العرب ومحاولة مضايقتهم وطردهم إلى ما وراء الحدود أو تجميعهم في تجمعات مؤقتة ونقلهم من مكان إلى آخر حسب قرارات لجنة الترحيل الأنفة الذكر ولا أجد المجال مناسبًا هنا لذكر أسماء العائلات التي لجأت إلى القرى عامة وإلى دالية الكرمل وعسفيا خاصة والعائلات المستقبلة وهذا متوفر في كتاب لمسات وفاء وفي يوميات العم كمول مارون أطال الله عمره التي يحتفظ بها حتى اليوم وتشكل مصدرًا تاريخيًا أوليًا لتاريخ عسفيا في عهد الانتداب وقيام إسرائيل حتى اليوم.
ويلاحظ كذلك تزايد أعداد اللاجئين الذين توطنوا في عسفيا ودالية الكرمل بفضل موقف الزعامات التقليدية آنذاك منصور وأبو ركن وحلبي ونصر الدين وحسون الذين عارضوا إخلاءهم على يد الجيش الإسرائيلي وبفضل المعاملة الإنسانية التي قابلهم بها السكان المحليون.
لا يدخل في هذه الإحصائيات أعداد المهاجرين من جبل الدروز الذين انتقلوا للسكن في الجليل والكرمل في العام 1948 التي تقدرهم المصادر التاريخية ب-300 شخص، وهذا ما يؤكد أصالة وأريحية ورحابة صدر مجتمعنا المستمرة حتى اليوم.
السكان المحليون واللاجئون في القرى الدرزية 1950 – 1957.
السنة 1950 1957
القرية مجموع السكان/ لاجئون مجموع السكان/ لاجئون
جولس 1075 210 1122 98
يانوح 515 55 631 7
جت 325 90 لا توجد معطيات
بيت جن 1550 20 2164 12
ساجور 400 30 لا توجد معطيات
يركا 1930 200 2144 49
دالية الكرمل 2600 400 2965 510
عين الأسد 130 - 216 11
حرفيش 830 80 1085 66
كسرى 520 30 650 19
كفرسميع -- -- -- --
عسفيا 1938 100 2600 130
البقيعة 1090 50 1320 52
المغار 2643 120 3593 163
الرامة 2290 490 3080 543
أبوسنان 1460 510 1536 394
شفاعمرو 3900 500 6859 579
كفر ياسيف 1730 300 2245 420
المجموع 25326 3225 32719 3078
(1) إحصائيات السكان 1957، 1956، 1949. دائرة الإحصاء المركزية/ شمعون أفيفي طبق نحاس
(2) وثيقة وزارة الخارجية رقم ח3/ א20/ 2402 9.5.1950 + وثيقة وزارة الداخلية رقم ג/24/ 2214 29.11.1950 أرشيف الدولة.
(3) وثيقة بعنوان "اللاجئون والمُخلّون الساكنون في مجال الحكم العسكري-شمال" 11/1957 أرشيف الدولة.
الْتِحام هادي زاهر كلّ المفاهيم تغيّرت في هذا الزّمنِ الملعون الْكَلِماتُ انْعَكَسَتْ مَعانيها مَنْ يُدافِع عَنْ حَقَهِ مَجْنون.. مجنون مَنْ يَنْسِفُ البيوت على...
الناصرة | 28.51° - 29.81° | |
حيفا | 30.52° - 31.83° | |
القدس | 26.18° - 28.4° | |
يافا | ° - ° | |
عكا | 30.97° - 32.27° | |
رام الله | 26.11° - 28.33° | |
بئر السبع | 32.32° - 32.32° | |
طمرة | 30.16° - 31.47° |
دولار امريكي | 3.532 | |
جنيه استرليني | 4.9821 | |
ين ياباني 100 | 3.2976 | |
اليورو | 4.3352 | |
دولار استرالي | 2.7053 | |
دولار كندي | 2.7595 | |
كرون دينيماركي | 0.5822 | |
كرون نرويجي | 0.4520 | |
راوند افريقي | 0.2911 | |
كرون سويدي | 0.4211 | |
فرنك سويسري | 3.6777 | |
دينار اردني | 4.9780 | |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 | |
جنيه مصري | 0.1997 |
الشيخ وسيم زيدان: القيادة بلا أخلاقيات= منصب دون قدوة يقود إلى الفشل! القيادة ليست مجرد لقب أو موقع اجتماعي مرموق يتم الحصول عليه بالانتخاب أو التعيين. إنها أمانة ومسؤولية...
أولًا، نُرسِل تعازينا النابعة من القلب لعائلة دقسة ولأهالي دالية الكرمل عامة بوفاة الشاب إحسان دقسة، ونرسل التعازي الصادقة أيضًا لعائلة حلبي وللقرية برمتها، بوفاة الشاب...