نحنا ما اعتدينا...ولا يوم انحينا بوجه اللي اعتدى/ منعم حلبي

أيام غير هادئة، بل عاصفة تمر في البلاد: بداية شهر رمضان المبارك، في ظل انتهاكات متكررة للحريات في الضفة والقطاع، إغلاق شوارع الدولة جرّاء المظاهرات ضد النظام الديكتاتوري الذي يقوده اليمين، لأجل بقاء نتنياهو خارج القضبان، والتخوفات من حدوث انتفاضة حقيقية في الشارع مع اقتراب يوم الأرض، كل ذلك مع اقتراب يوم النكبة الفلسطينية، التي يسميها اليهود: عيد الاستقلال!.
تتخلل التخوفات، مواصلة ظاهرة رفض الخدمة من قبل قطاعات كثيرة وهامة في الجيش وفي جيش الاحتياط.
خبير في الشؤون الإسرائيلية قال، إنه توجد علامات واضحة توحي بزوال وانقراض الدولة اليهودية جراء التطورات الأخيرة، وبناء شرق أوسط جديد!.
على كل، وفي ظل الطوفان الذي يعصف بالشارع الإسرائيلي، تم اختيار السيد امل نصر الدين، ابن قرية دالية الكرمل وعضو كنيست سابق عن حزب الليكود، كإحدى الشخصيات التي ستحوز على جائزة إسرائيل عشية يوم النكبة-الاستقلال، جراء عمله المتفاني-كما جاء في تفسير اختياره- لتقريب أبناء المجتمع المعروفي من المجتمع الإسرائيلي، وانخراط أبناء المجتمع في الجيش وفي مؤسسات الدولة.
الجميع يعرف ان خطي الأيديولوجي-السياسي لا يتفق مع خط السيد امل، لكني للنزاهة اعترف، انه استطاع عندما كان في موقع اتخاذ القرار، ان يُحصّل لقريته العديد مما لم يستطع اخرون...
ما أريد ان أقوله، إن الدولة لا تقوم بأية خطوة سهوًا.
السياسة المُتّبعة، هي محاولة إجهاض النضالات لدى الأقليات. الدولة ترى التحركات داخل مجموعات وحركات شبابية عصامية داخل المجتمع المعروفي، التي لا تقبل الذل ولا الهوان، وتقوم بخطوات تُزعج متخذي القرار. هي ترى، ان درجة الوعي لدى شبابنا آخذة بالازدياد، خاصة في موضوع الإجحاف وفي قضايا التخطيط والبناء، من ملاحقات ومضايقات.
في ظل هذه الحُقبة الزمنية، وفي ظل الخطوات التي ممكن ان تتخذها الحركات والتحركات المعروفية النضالية في أيام حرجة، مثل "يوم الذكرى" و"يوم الاستقلال"، هي تحاول إجهاض هذا النضال وهذه التحركات، لكن هيهات!!.
قرار حركة "من اجل البيت" العسفاوية القيام بيوم غضب متزامنًا مع يوم الأرض لم يأتِ محض الصدفة. انتقادات البعض من المتصهينين لهذه الخطوة مفهومة، ولكننا يجب ان ندعم مثل هذه الخطوات التي تنادي بالمساواة وبايقاف الغبن والتعسف العنصري والهجمات المسعورة على اراضينا. يوم الأرض يتحدث عن مصادرة الدولة لآلاف الدونمات ذات ملكيّة خاصّة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، في آذار عام 1976.
الدولة قامت وما زالت تقوم بمصادرة عشرات الاف الدونمات التابعة للمجتمع المعروفي منذ عام 1948 ولغاية يومنا هذا!.
إذًا لماذا التردد ولماذا التذبذب ولماذا الخوف؟!!.
يجب علينا ان نتظاهر بصورة علنية مع كافة إخواننا العرب في يوم الأرض الذي يصادف 30 اذار من كل عام، وان نطالب الدولة ان تعيد عشرات الاف الدونمات التي صادرتها من أراضينا واراضي اجدادنا.
المُطالبة بالحق هو واجب قومي ووطني. كيف سننظر إلى أعين أولادنا إذا تخاذلنا؟!.
الدولة تريدنا ان ننخرط ضمن صفوف الجيش وان نقوم بكافة الواجبات، لكنها من جهة أخرى تقوم بتضييق الخناق علينا يوميًا وتعاملنا بقلة احترام وباستهتار لا يُطاق.
وصلنا لوضع، انه لا يوجد لدينا ما نخسره!.
السؤال: هل ستشعر الدولة بغضبنا هذا في الأيام والأسابيع القادمة وكيف ستتصرف تجاه هذا الغضب؟!.
وهل سيكون هنالك التفاف جماهيري كبير حول الحركات النضالية التي يقودها الشباب العصامي؟!.
لننتظر ونرى!.