الهريبة ثلثين المراجل.../ صالح ابو ركن

هذا العنوان الذي يجسد ما اختارته عسفيا لنفسها من خلال الحراك الشعبي المتمثل بموقف قلب عسفيا ويترجم معاني "النجاح" في تحصيل ما اختارته لنفسها الوحدة غير الموضوعية "إما 9888 دونم واما سحب الخارطة!!!". ما اختاره رئيس المجلس هو ترضية لأهالي عسفيا, سحب الخارطة يعتبر تهربًا من القرار الأصح للقائد غير السياسي (التقدم بالتخطيط عنوة مع موقف واضح بدعم النضال الفعلي وبالمقابل دعم الإعمار الفعلي دون النظر الى التخوفات من ردود الفعل القانونية وتداعيات اللجان وابعاد محاولات تطبيق القانون بالقوة).
في ظل غياب الجرأة والمرجلة لاستمرار الإعمار الفعلي من قبل ال 85% من سكان القرية وهم بالأغلبية الفئة الشابة المتضررين حقا من الوضع، هؤلاء فعلا لن يقوموا بفعل قد يخسرهم ما يعتبرونه "مستقبلهم" ولماذا لهم ذلك فعلا؟ فقط من أجل أن يقال عنهم أصحاب المراجل! هم يحسبون ألف حساب لقانون كمينتس. اذا اختاروا استمرارية الإعمار المخالف قانونيًا قد يؤدي ذلك لدمار مستقبلهم.
هنا تترجم خطوة رئيس المجلس بالرضوخ الى قرار الشعب الممثل بمطلب قلب عسفيا كمن اختار "الهريبة ثلثي المراجل"، لمعرفته وقناعته التامة أن المرجلية الكاملة ستغيب عن الساحة ولن يجرؤ احد أن يبني في ظل هذه الأوضاع.
يوم 27.2.23 إختارت عسفيا الدمار لنفسها!.

عدم وجود خارطة هيكلية لا يعني انها لن تبنى العمارات بحسب الخارطة المفصلة لبوابة الكرمل، وهي بمثابة "بوابة الجحيم"، لأنه لا علاقة بين سحب الهيكلية لتمام ٦ ومخطط بوابة الجحيم المقدمة فعليًا وستبنى ان وافقوا أهالي عسفيا وإن لم يوافقوا على ذلك وبوابة الجحيم ستأتينا بنار جهنم بالمرحلة القادمة.
ما تبقى فعلا بالوضع الراهن،
ترك موضوع الانتخابات جانبا واختيار طريق النضال والإعمار والمقاومة الفعلية لكل من يعترض لذلك ولو بالمحاربة والمرجلة الكاملة الحقيقية من جهة وبالمقابل من الجهة المقابلة لذلك تركيز المجلس الفعلي على تقديم هيكلية جديدة وخرائط مفصلة بالتعاون ومشاركة كل من يختار ومستعد دفع المبالغ المطلوبة للتخطيط المهني القانوني لبناء حارتهم.
اختيار وقف التخطيط هو اختيار خاطيء ويعتبر دمارًا ل 85% من سكان عسفيا ولا يغير حال ال 15% الملاكين بشيء يُذكر.
يجب فصل التخطيط عن كل من عالج هذا الموضوع حتى يومنا هذا، تشكيل مجموعة مهنية مستقلة مخولة من قبل المجلس، مدعومة من قبل مجلس شورى تمثيلي للقرية باكملها للعمل على تقديم هيكلية جديدة وخرائط مفصلة لكل حارة بمشاركة سكانها ودعمهم المادي (كأنهم يدفعون في اشتراكهم لتعبيد شارع).