الأسماء تتغير...واقعنا هوَّ هوَّ.../ منعم حلبي

نهاية عهد الحكومة الحالية كانت مسألة وقت. التفاوت الكبير في الأديولوجيا التي شكّلت هذه الحكومة كان السبب المباشر والرئيسي في حلها.
السؤال المطروح الآن: هل انتخابات خامسة ستقلب الدفة ام أن الوضع سيبقى على حاله، من ناحية انشقاق في الشارع الإسرائيلي، الذي يميل لليمين المتطرف؟!.
سؤال آخر هام للغاية: كيف سيتصرف المجتمع العربي هذه المرة؟!.
هل شعر، ان دخول منصور عباس والموحدة للائتلاف غيّر الموازين ام أن الأمور بقيت على حالها؟!.
نذكّر، ان أحد الأسس الرئيسية التي رسمها عباس مع دخوله، هو محاربة العنف والإجرام في المجتمع العربي. بالرغم من بيانات الشرطة التي تصدر كل يومي اثنين وخميس، بصدد كميات السلاح التي صودرت من مدننا وقرانا العربية، نرى ونسمع كل أسبوع عن عملية قتل مؤلمة أخرى في مجتمعنا.
ماذا بصدد الميزانيات؟ هل تحولت للبلديات والمجالس العربية بصورة فعلية؟!.
هل قلبت أوضاع هذه البلديات والمجالس رأسًا على عقب، أم لا؟.
قضية أخرى غاية في الأهمية: برغم تغيير الحكومة والتخلص المؤقت من نتنياهو وزمرته، قضية واحدة ما زالت حاجزًا كبيرًا أمام الشاب العربي بغض النظر عن انتمائه وطائفته: قضية البناء والمسكن!.
في السنة الأخيرة، وصلت مئات أوامر الهدم الإدارية، مئات الغرامات بملايين الشواقل لشبابنا الذين بدأوا في عملية البناء على أراضيهم الخاصة، التي ورثوها عن ابائهم وأجدادهم.
بالمقابل، شرعنت هذه الحكومة وشجّعت عملية الاستيطان غير الشرعية، على حساب أراض وممتلكات تابعة للشعب الفلسطيني.
كل ذلك، بدون ان نرى معارضة شرسة من قبل الحزب العربي والأحزاب اليسارية في الائتلاف الحكومي!!.
إذًا، أي واقع تغيّر في هذه الحقبة الزمنية؟!.
الشارع العربي منقسم: قسم منه يعتقد، ان خطوة عباس صحيحة، وأنه يجب التأثير من داخل البرلمان. قسم آخر يرى بوجوب البقاء خارج هذا البرلمان، خاصة بعد ان رأى تجربة الموحدة.
يبقى السؤال: هل سيكون لدى المجتمع العربي الدافع القوي للخروج من البيت والوصول لصناديق الاقتراع للإدلاء بحق التصويت ام لا؟!.
نحن رأينا بصورة واضحة، ان تغيير الأسماء في الحكومة لا يأتي بالضرورة بتغيير الواقع العربي في البلاد.
ولكن، عودة شخص متهم بقضايا فساد كبرى، بحيث سيكون على ما يبدو إلى جانبه شخص يؤيد ويسير على درب كهانا(بن غفير-سموتريتش) هذا سيسيء أكثر للواقع الحياتي الذي نعيشه في هذه البلاد بدون شك.
اتضح مع الأسف، أننا نسير من سيء لأسوأ.
بصدد تمثيل المجتمع المعروفي في البرلمان: تواجد شخص(حمد عمار) جلس في خانة غاية في الأهمية، لا أدري إذا كانت ستتكرر مستقبلًا.
هل أتى بالنتائج المرجوة للمجتمع المعروفي ام لا؟!.
من وجهة نظره، قدّم ومرر مئات ملايين الشواقل للمجالس. قسم من السلطات لم يشعر بهذا التغيير وبهذه الملايين.
لم نرَ انقلابًا في تعامل الدولة معنا، خاصة في قضية التخطيط والبناء، بل العكس، الغرامات استمرت واوامر الهدم استمرت والمشاكل العالقة استمرت.
هل انتخابات خامسة/سادسة...عاشرة ستغير واقعنا الحياتي؟!.
الجواب لديكم اعزائي قراء "كل الناس"...