لنتنياهو: الدروز ليسوا بسراجٍ يُستخَدم للامتطاء على أكتافهم/ بقلم- منعم حلبي

زار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الشيخ موفق طريف، رئيس المجلس الديني الدرزي، في بيت الأخير في جولس. هدفت الجلسة، وفق ما وصلنا بعد انتهائها، القاء الضوء على احداث السويداء ومصير الدروز في سوريا.
أولًا، لماذا لم يصدر بيان مُسبق للإعلام بصدد هذه الزيارة؟. هل يوجد تخوّف من تغطية هذا الحدث؟.
رأينا من خلال الصور التي أرسلت، بوجود شخصيات لا شبق لها ولا عبق متواجدة الى جانب نتنياهو والشيخ موفق.
الم يحن الأوان التعامل مع الإعلام بصورة مغايرة؟.
ثانيًا، ما هي القرارات التي اتُّخذت جراء هذه الزيارة؟.
بدون شك، ان نتنياهو يستغل الظروف لأجل إجراء كامبين(حملة انتخابية) على ظهور المجتمع الدرزي!.
هو يتبجح، انه لولا إسرائيل لكان مصير دروز سوريا سوداويًا وكارثيًا أكثر.
يعتقد، ان ذاكرتنا قصيرة، اننا لا نتذكر انه المسؤول الأول عن سن قوانين كامينتس والقومية، القوانين العنصرية والكارثية ضد أبناء مجتمعنا، بحيث ان قانون كامينتس يكلف شبابنا غاليًا، ماديًا ومعنويًا حتى يومنا هذا.
نسي، ان إسرائيل علمت مُسبقًا بنيّة الشرع واعوانه دخول السويداء، وان إسرائيل لم تحرك ساكنًا تجاه ذلك(تمامًا كما حدث-على ما يبدو- في السابع في اوكتوبر في غلاف غزة).
نسي، انه في علاقة ممتازة مع الشرع الداعشي حتى يومنا هذا، برغم المجازر التي ارتكبها ضد الدروز في السويداء وضواحيها.
عندما استقبل الشيخ موفق طريف في حينه بن غفير قال لنا، انه مستعد للقاء الشيطان لاجل مصلحة الطائفة.
نتنياهو لا يقل خطورة من بن غفير بل يفوقه، لأنه من يقرر في نهاية المطاف.
لا اعتقد، ان هذا الشخص الذي يجلب الكوارث على أبناء شعبه وعلى الشرق الأوسط جراء الحروبات غير المنتهية في المنطقة، سيكون "المنقذ" لأبناء الشعب السوري...
إسرائيل تتحدث بصوت عالٍ عن إمكانية استقلال الجبل وإقامة دويلة درزية، منفصلة عن الدولة السورية، وذلك جراء تعامل الشرع والحكم المركزي الظالم والمُجحف مع الأقليات، من ضمنهم الدروز.
سؤالي لهؤلاء وللمؤيدين من أبناء جلدتي لهذا "المشروع": ما رأيكم، ان نقيم هنا في إسرائيل دويلة درزية مستقلة عن الحكومة والحكم الإسرائيلي، جراء الإجحاف والظلم المؤسساتي ضد شعبنا؟!.
هل انتم مع هذه الفكرة؟!.
بالطبع لا...إذًا، لماذا تؤيدون هذه الفكرة بصدد دروز سوريا؟!.
بدون شك، يجب تغيير الحكم السوري الحالي، ويجب على الشعب السوري العريق ان ينتفض وان يعمل كل ما بوسعه لاجل تغيير النظام الحالي الجائر وإقامة انتخابات ديمقراطية حقيقية وانتخاب ممثل وطني وعادل وشريف.
من هنا وحتى النظر في قضية إقامة دويلة درزية الطريق طويل وغير منطقي.
تخيلوا لو قررت كل اقلية مظلومة ومهدورة الحقوق في العالم الاستقلال عن الحُكم المركزي؟.
اين الاليات الاقتصادية لتحقيق هذه الغايات؟.
يجب النضال اليومي لأجل احقاق العدل والعدالة في كل مكان وتغيير واقع المقهورين والمظلومين، ولكن ليس بالطريقة التي تهدف اليها إسرائيل، المعنيّة بتقسيم سوريا الى دويلات لأجل السيطرة الجوية والعسكرية على منطقة الشام.