kolanas - 2025-06-01 12:24:09 -
"الهويّة الدرزيّة المبتورة ـ محاولة لتفكيك الخطاب الإسرائيليّ التضليليّ" كتاب يأتي في وقته إذا ما اتّفقنا على أن الدروز في إسرائيل والمشرق عمومًا يمرّون فترة عصيبة هي "محنة صُغرى" إذا صحّ التعبير. وضعه الصديق د. رباح حلبي معتمدًا نهجًا نقديًا كعادته. يتأسس الكتاب على علوم الاجتماع وعلوم التربية وعلم النفس الاجتماعيّ والعلوم السياسيّة والتاريخ الشفويّ في بحث التحوّل في هويّة الدروز في إسرائيل بفعل السياسات التي وقعت عليهم واستهدفت هويّتهم تحديدًا إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن، هويّة مبتورة كما جاء في العنوان. مبتورة عن مجموعة انتمائها التاريخيّة، مبتورة عن سياقها وعن زمانها ولغتها وثقافتها وعمّا هي في الأصل.
يتوقّف الكاتب عند خمسة عوامل اشتركت في تصميم هوية الدروز في إسرائيل على ما هي عليه. الأوّل ـ الأذى الذي لحق بالدروز في فترة الثورة العربية 1936-1939 لا سيّما في سنتها الأخيرة التي شهدت اعتداءات متعدّدة الأشكال على القرى الدرزية وحوادث اغتيال شخصيات نُسبت إلى أناس محسوبين على تلك "الثورة". الثاني ـ فرض قانون التجنيد الإجباريّ علمًا بأن تجنيد الأفواج الأولى كان فشل فشلًا ذريعًا. الثالث ـ تدريز جهاز التعليم في البلدات الدرزية واستغلاله أداة خطيرة لتصميم الوعي. الرابع ـ الخطاب العربي العام في المشرق الذي يخوّن الدروز ويُحاصرهم. الخامس ـ مثابرة المؤسّسة الإسرائيليّة على "احتكار" الدروز واستغلالهم في مشاريعها كما يحصل مع دروز سوريّة الآن. يتوقّف المؤلّف باستفاضة عند كل عامل من هذه العوامل مبيّنا فعلها في تصميم وعي الدروز و"هويّتهم".
كتابة كهذه في شأن حسّاس كهذا تحتاج إلى كثير من الشجاعة الأدبيّة. وهو ما يظهر من أوّل الكتاب حيث يستعرض المؤلّف رحلته الذاتيّة في أرض الهويّة وتحوّل وعيه الشخصيّ "من"، "إلى". يُحسب للمثقّف المشتبك النقديّ أن يخوض في موضوع هويّته هو، الشخصيّة والجمعيّة دون خوف أو محاباة. ويُحسب له، أيضًا أن يفعل ذلك بالمنهج النقدي ذاته الذي يكتب به في شؤون أخرى. فالمؤلّف لا ينتقد في مؤلّفه هذا السياسات الإسرائيليّة في موضوع كتابه فحسب بل ينتقد وبالحدّة ذاتها أخطاء البيئة العربيّة المشرقيّة في التعاطي مع مسألة الدروز، في الماضي والحاضر. بمعنى، أنه ينتقد ذاته وتصوّراته ومفهومه السابق لهذا الكتاب للهويّة، بناء على ما تكشّف له من "حقائق" وما توصّل إليه في أبحاثه وتأمّلاته المعرفيّة.
كتاب رباح حلبي الجديد رحلة إلى الهويّة الذاتيّة وتلك الجمعيّة بأدوات معرفيّة من مجالات ومناهج متعدّدة. وهي رحلة تأمّليّة تقصد فتح الطريق أمام الأفراد الدروز والجماعة الدرزيّة هنا للمراجعة وإعادة التفكير فيما يُعتبر "مسلّمات" و"مفروغًا منه". مراجعة سيرورة تشكيل هويّتهم وصورتهم أمام أنفسهم وأمام الآخرين. وهي صورة بحاجة إلى الترميم والتعديل دائمًا خاصة إذا فرضنا أن الهويّات متحوّلة وقيد التأليف أو البناء. أمّا التحدّي أمام كلّ الهويّات، بما فيها هويّة الدروز، هو في كيفيّة تدبّر الأمر وسط التوتّر الحاصل من الصدام بين حركة البناء الواقع عليها من خارجها وبين تلك الحاصلة بقوة ذاتيّة. وفيما تزع حركة البناء من الخارج إلى صناعة هويّة لغاياتها ومشاريعها السياسيّة ـ كما رأينا في هذا الكتاب ـ تنزع حركة البناء الداخليّة إلى ضمان العافيّة الهويتيّة، إذا صحّ التعبير، انسجامًا مع روح الجماعة التاريخيّة الإيمانيّة كالدروز.
من قراءتنا لحال الدروز في فلسطين في السنوات الأخيرة نستطيع أن نتبيّن السعي الإسرائيليّ المحموم لهندسة الهويّة الدرزيّة من جديد بعد الهزّة التي تعرّضت لها لدى تشريع قانون القوميّة الذي أعاد الدروز عربًا على نحو ما. ونرجّح أن هذا بالذات ما أزعج الكثيرين من الدروز أكثر بكثير مما أزعجهم جعلهم مواطنين أقلّ رتبة وقيمة ومكانة! فقد رأينا اشتغالًا إسرائيليًّا رسميًّا ـ سياسيين وإعلام ووكلاء دروز وغير دروز وموار ومناسبات وطقوس ـ وغير رسميّ لاحتواء رضّة الهويّة هذه وتطويع المخيّلة الجمعيّة الدرزيّة والوعي الدرزيّ الذي شعر بالخديعة، لزجّه من جديد في مشاريع اليمين الإسرائيليّ ككتلة مُهيمنة سيطرت على الدولة ودفّة الحكم وتنفّذ انقلابًا دستوريًّا يُفرغ الدولة بصيغتها الأولى، "يهوديّة دمقراطيّة"، من مضمونها السابق ويشكّلها كمشروع استحواذيّ سافر وعنيف. وقد حاولت المؤسّسة اليمينيّة مؤخّرًا أن ترمّم هويّة الدروز من خلال المزاودة عليهم في إبداء التأييد لدروز سوريّة. وهي بذلك تعود على بدء، فمنذ البدايات يُشكّل الدروز تحت السيادة الإسرائيليّة "مصيدة" لدروز المشرق وأقلّيّاته. وتعمد المؤسّسة إلى تهيئة هذه المصيدة وتعديل موضعها، من حين إلى حين، ودائمًا بما يخدم مشاريعها هي.
(دالية الكرمل 27 أيار 2025)
في ظل الاستمرار بالزحف في روابي غزة، القتل والذبح والتهجير منقطع النظير لأهالي غزة والمنطقة الابرياء، وفي ظل التواطؤ الإعلامي العبري والتعتيم حول ما يحدث من مجازر، استمعنا إلى...
الناصرة | 28.51° - 29.81° | ![]() |
حيفا | 30.52° - 31.83° | ![]() |
القدس | 26.18° - 28.4° | ![]() |
يافا | ° - ° | ![]() |
عكا | 30.97° - 32.27° | ![]() |
رام الله | 26.11° - 28.33° | ![]() |
بئر السبع | 32.32° - 32.32° | ![]() |
طمرة | 30.16° - 31.47° | ![]() |
دولار امريكي | 3.532 |
![]() |
جنيه استرليني | 4.9821 |
![]() |
ين ياباني 100 | 3.2976 |
![]() |
اليورو | 4.3352 |
![]() |
دولار استرالي | 2.7053 |
![]() |
دولار كندي | 2.7595 |
![]() |
كرون دينيماركي | 0.5822 |
![]() |
كرون نرويجي | 0.4520 |
![]() |
راوند افريقي | 0.2911 |
![]() |
كرون سويدي | 0.4211 |
![]() |
فرنك سويسري | 3.6777 |
![]() |
دينار اردني | 4.9780 |
![]() |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 |
![]() |
جنيه مصري | 0.1997 |
![]() |
النكبة هي مصطلح فلسطيني يعبّر عن المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الإسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم...
شهر الثقافة أم شهر التخدير؟ بقلم: الشيخ وسيم زيدان (عضو مجلس دالية الكرمل) "إلى مجلس محلي دالية الكرمل، كفى عبثًا بثقافة الناس، ما يجري تحت عنوان "شهر الثقافة" لا يمت...