دروز سوريا على المحك/ منعم حلبي

تُوجّه الأضواء والأنظار في الآونة الأخيرة لما يحدث مع الدروز في سوريا خاصة.
دولة إسرائيل تعمل كل ما بوسعها لكل تُظهر وكأنها مهتمة لمصير الدروز في الشرق الأوسط، وذلك بعد "أثبتت" ان تصريحاتها بهذا الصدد ليست إلّا مجرد كلام معسول لا اكثر ولا أقل، والدلائل واضحة: استمرار الملاحقات لأبناء الطائفة في قضايا التخطيط والبناء، تقصير واضح في إعطاء الحقوق لابناء الطائفة في كافة مناحي الحياة.
بدلًا من توجيه السهام نحو الفتنة في سوريا ولبنان، لنستمع يومًا إلى أصوات تعمل بجد إلى ابرام السلام العادل مع كافة شعوب المنطقة: مع الشعب الفلسطيني، السوري واللبناني، وبالتالي مع الدول العربية في الشرق الحبيب.
بدلًا من ذلك، تصرّح الدولة أنها ستسمح لقدوم عشرات الشيوخ من سوريا للجولان وللبلاد لزيارة الأماكن الدينية.
هذه خطوة هامة ومؤثرة بدون شك، ولكن أين كانت الدولة، عندما منعت من شيوخ بلادنا في الاستمرار بمشروع التواصل مع ذويهم في سوريا ولبنان، وحتى انها "جرجرت" الشيوخ إلى المحاكم في حينه؟!.
هذه الازدواجية في التصرف يجب أن لا تمر على مجتمعنا مر الكرام.
هدف الدولة هو الاستمرار بسياسة فرّق-تسُد والان ترى بالتقارب من الدروز فرصة سانحة بهذا الصدد.
قد استمعنا من عبر وسائل الإعلام السورية ومن عبر شبكات التواصل السورية واللبنانية رفض القيادات الدرزية قبول مساعدات إسرائيلية وتدخُّل إسرائيلي بأمورهم. وحدة سوريا بكافة طوائفها واطيافها هي الأهم، وكذلك الأمر بصدد وحدة لبنان.
من جهة أخرى، نطالب القيادات في هذه الدول خلق واقع جديد وعدم العودة للانشقاقات ولشلالات الدم التي نراها خاصة في سوريا.
صدق من قال، إن "الاحتفالات" بانتهاء عهد الأسد كانت سابقة لاوانها.
والشيء بالشيء يُذكَر: بعد عام ونصف من الحرب غير المنتهية، والتي هدفها الأساسي الحفاظ على حكم وحكومة نتنياهو، حان الأوان أن تتحرك الجهات والمنظمات والجمعيات الداعمة للسلم والسلام، وان تعمل كل ما بوسعها لأجل تغيير الواقع الحالي، الذي كلف كافة السكان من جنود ومدنيين أثمانًا باهظة.
يجب إجراء انتخابات وتغيير الحكومة الحالية، التي بوجودها تخطّر مستقبلنا فردًا فردًا في هذه المنطقة.
يجب إعادة العقلانية، وإبعاد المتطرفين والتطرف الذي سيطر على المنطقة في الأشهر الأخيرة.
وفي ظل الأجواء السائدة، نبقى قابعين في ظروف حياتنا اليومية، بالمشاكل العالقة، برغم وجودنا في القرن الحادي والعشرين.
لذلك، حري بنا ان نتغير وان نغيّر مسار تفكيرنا، لأن أولادنا يستحقون أفضل من هذه الظروف الحياتية الموجودة اليوم.