كلام في الأفراح وآخر في المآتم/ مرزوق الحلبي

kolanas - 2024-10-13 09:03:58 -

الأفراح والمآتم مناسبات علنية تحصل غالبًا في الحيّز العام. وهو ما يجعلها شبابيك يُطلّ واحدنا منها على مجتمعه ونفسه. وقد يُعجبه المشهد وقد يقهره.
الأفراح، كي لا ننسى، هي فرح الأسرة والأهل بزفاف ابنهم أو بابنتهم. هو فرح العروس بعريسها والعريس بعروسه. هو فرح الأصدقاء بصديق أو صديقة. وعليه، فلا نقاش في حاجة الإنسان إليها كحاجته إلى أي شيء أساسيّ في حياته. ومع هذا، رأينا أن المجتمع ممثّلًا، مرّة بخلواته ومرّة بخطابه العام ينقضّ على الأفراح وينسب لها ما ليس فيها. ويسعى إلى تقنينها ومحاصرتها. فيمنع أختًا من مشاركة اختها فرح ابنها لأنه قرّر أن يُزفّ ولا يكتفي بالتأهيل ـ بلُغتنا المحليّة. ويُقاطع الشيخ رجلًا شارك جاره في فرح ابنته ووضع بيته في خدمة الفرح لأن الجار اختار لعرس ابنه البكر سهرة في متنزّه بعيد. وهكذا حتى آخر القائمة من "عقوبات" و"محاذير" تفرضها المرجعيّات الدينيّة على الناس لا سيّما النساء. كأن هذه المرجعيّات وصيّة على الناس تضطلع بدور المسؤول والأمر والنهي. والحجج التي تُساق تأتي في مستويين. الأوّل ـ بدعوى أن الأعراس صارت مناسبات تبذير وبذخ. والثانية ـ إن الأفراح التي تنطوي على زفاف وسهرات تنزع إلى الابتعاد عن "أخلاقنا وعاداتنا". طبعًا هناك من يُثقّل عيار الكلام ويبالغ حدّ الخطأ في توصيف الأفراح وهي عادة إنسانية عند كل الجماعات.
أمّا رأيي المتواضع فيقول بضرورة أن تسعى المرجعيّات الدينية والعلمانية إلى تسهيل حياة الناس بدل تعسيرها، وأن يتركوا للناس إدارة أفراحهم ومناسباتهم كجزء من حريّاتهم وخياراتهم. وعلى الإيمان الديني والعُرف الاجتماعيّ ألّا ينطوي على أي نوع من الإكراه ولا القسر (وأشير إلى ما جاء في حجّة الميثاق من التخيير وإبقاء القرار في ايدي الفرد وهو في صحّة من عقله وبدنه...). على رجال الدين أن يحفظوا للناس حقّها بالفرح وحقّها الكامل في اختيار الطريقة دون محاولة تعطيلها بفرض حرمان على أقارب من الدرجة الأولى. من حقّهم تقديم الهداية والنُصح وفتح الحوارات مع الناس حول هذه المسائل لكن من الخطأ العقيديّ والاجتماعي ممارسة الإكراه أو الإجبار من أي نوع كان. فمن شأن ما هو معمول به من فرض مقاطعات وحرمان أن يقطع صلات الرحم أو يُخضعها لغير قانون الطبيعة الفطريّ. وأنا شخصيًّا من دعاة التواضع في كلّ شيء وعدم الاستظهار والبذخ ـ ومع هذا أترك للناس أن تُدير حياتها كما تراه هي مناسبًا وصحيحًا وأتقبّلها كما هي.
أمّا المآتم، فإنها تشهد حالات من البؤس الاجتماعيّ لا تُحصى. فقد لاحظت أن الحضور في مآتم الرجال أوسع من الحضور في مآتم النساء. وقد تكون المرحومة أطهر وأنقى ووأفضل من ألف رجل وأفنت عمرها في خدمة أسرتها! ولاحظت اكتظاظا في الصفوف الأماميّة في أوّل يوم من أيام المأتم وعزوفًا غريبًا عم "موقع أهل الحريبة" في اليوم الثاني. ولاحظت أن بعض الوافدين إلى بيت العزاء يركنون سياراتهم في الشوارع المحيطة بدون مراعاة أبسط القوانين. يغلقون المنافذ، ويعيقون حركة السير باسم "كسب الأجر". ولاحظت أن بعض المآتم لا يتوفّر فيها نصاب "الإمامية" المصلّين سوى في اللحظة الأخيرة كأن هناك إقرار بأننا غير متساوين لا في الحياة ولا في الممات ـ رغم وضوح العقيدة في هذا الشأن! ولاحظت أن هناك كلامًا بائسا وتافهًا كثيرًا يُقال في المآتم دون دعوى، وإن البعض حوّلها إلى استعراض للذات أو للكسب السياسيّ. علمًا بأن الموت هو الموت، مدعاة للرهبة والتأمّل والصمت وليس للثرثرة.
المجتمع الذي يعتبر نفسه "أشرف الأمم" ينبغي أن يقف ويتأمل الموت والفرح والجوهر البشريّ. والمرجعيات كلّها تنبغي أن تعمل ليل نهار لا في السيطرة على الناس وترهيبها والتجبّر بها بل في تيسير الحياة والتسهيل على الناس حياتها وأفراحها وأتراحها. لو أن كلّ العاملين في فرض عقوبات على سيّدة محترمة لأنها شاركت في فرح اختها، اشتغلوا في حماية حقوق الناس وأراضيهم وكراماتهم، لكان وضعنا أفضل وانشغلنا بالأمور الجوهريّة وليس في تنغيص حياة بعضنا البعض وفي جزئيات لا طائل تحتها.
لم يكن المجتمع الدرزيّ منذ الدعوة وفي أي مرحلة من تاريخ إيمانه مجتمعًا أصوليًّا أو متشدّدًا. بل عاش بنوع من التكامل الصحيّ والنافع بين متديّن وزمنيّ. وهذا بفضل جوهر الإيمان المبنيّ على حرّية الاختيار والقبول والرفض، وعلى تداول الأدوار ومبدأ الهداية، وانتقال الروح من كثيف إلى آخر. ومن هنا نقدي للذين يريدون أن يسِموا حياتنا بتشدّد غريب وبأصوليّة يستوردونها من مجتمعات أخرى معطّلين حياة الفِطرة.


1
אני מאוד מעריך אותך ומכבד אותך אתה אדם חכם מאוד וגם מכובד מאוד.לצערי הרב לא כולם מבינים מה אתה כותב כי רוב האנשים לא מענין אותם את המורשת או הערכים שלנו .באמת זה כואב לי לראות אך העדה שלנו מדרדרת מיום ליום יש הרבה אנשים לא מבינים את עצמם וחבל מאוד
אחי מרזוק המכובד - - 2024-10-13 20:46:57
2
كلنا ولاد 9 فش حدا احسان من حدا الحساب عند الله تعالى
انا - - 2024-10-14 08:34:07

ما هو رأيك بتحقيقات نتانياهو

إضف إهداء
الناصرة28.51° - 29.81°
حيفا30.52° - 31.83°
القدس26.18° - 28.4°
يافا° - °
عكا30.97° - 32.27°
رام الله26.11° - 28.33°
بئر السبع32.32° - 32.32°
طمرة30.16° - 31.47°
دولار امريكي3.532
جنيه استرليني4.9821
ين ياباني 1003.2976
اليورو4.3352
دولار استرالي2.7053
دولار كندي2.7595
كرون دينيماركي0.5822
كرون نرويجي0.4520
راوند افريقي0.2911
كرون سويدي0.4211
فرنك سويسري3.6777
دينار اردني4.9780
ليرة لبناني 100.0233
جنيه مصري0.1997
مواقع صديقة
karmel
hlake
العنوان
شوفو
kolanas
hawak
almadar
مواقع قطرية
بانيت
بكرا
وين
arab 48
الصناره
العرب
الشمس
جولاني
فلسطينيو 48
مواقع رياضيه
ספורט 1
sport2
ספורט 5
توتو وينر
موقع ريال مدريد
برشلونه
espn
fox sport
algazeera sport
مواقع عبرية
ynet
walla
ישראל היום
mako
hadashot 10
גלובס
m3rev
tapoz
haretz
شبكات اجتماعيه
facebook
احلام
twitter
my spaes
לב מי
חברה כולם פה
linked in
מקושרים
ماي اصحاب
عربيه عالميه
العربيه
اليوم السابع
الاهرامات
صحيفة القدس
الشرق الأوسط
النشره
الجزيره
بي بي سي
مونتيكارلو
مواقع ترفيهيه
youtube
metacafe
mawale
نكت
طرب
shahed
yahoo tv
rekza
ترفيهيه
مواقع أطفال
كرتون نيتورك
הוף משחקים
זולו משחקים
عيادة طب الأطفال
365 משחקים
براعم
y8
نيكولوديون
ام بي سي اطفال
اتصالات
סלקום
orang
פלאפון
גולאן טלקום
הוט
ניטוויזין
בזק
mirs
yes
بنوك ومصارف
בנק לאומי
بنك هبوعليم
بنك ديسكونت
מזרחי טפחות
البنك العربي الاسرائيلي
مركنتيل
אוצר החייל
בנק הדואר
בנק ירושליים
مشتريات
yad2
buy2
ערוץ הקניות
עודף
סלונהה
get it
אולסייל
זאף
פי 1000