حان الأوان أن يكون الطالب في المركز وليس رئيس المجلس/ منعم حلبي

يوم بعد غد الأحد سيعود أولادُنا، فلذات اكبادنا، لمقاعد الدراسة، مع تحديات جديدة-قديمة.

ينتاب أولياء أمور الطلاب شعورًا بالتأثر مع بداية كل عام، هذا الشعور يتغيّر رويدًا رويدًا مع غوص الطلاب بالعام الدراسي وبالمواد والأساليب التعليمية التقليدية، التي تكاد لا تتغيّر مع الأسف برغم التغيير الجذري في نمط الحياة وفي عملية دخول عالم التكنولوجيا لحياتنا.

عندما تُجري استطلاعًا ميدانيًا مباشرًا مع طلاب مدارس حول رغبتهم في العودة لمقاعد الدراسة، تجد ان نسبة 95% من الطلاب يفضلون عدم العودة للمدارس.

هذا لم يأتِ من فراغ. مدارسنا تبدو وكأنها "سجون": تُشعِر الطالب أنه آتٍ اليها  غصبًا عنه وليس محض إرادته. هَم المعلم الأول السيطرة على الصفوف وتصرفات الطلاب وإنهاء اليوم الدراسي "بسلام"....يجب ان تتغير الاية ويجب ان تتغير طرق وسُبل التعليم رأسًا على عقب، بحيث يجب ان تكون اكثر سلاسة، مبنية على شراكة حقيقية مع الطلاب، ديناميكية، مثيرة، تُشعر الطالب انه شريك وفعّال في الدروس التدريسية، وانها ليست عبئًا عليه.

يجب ان تشدّد مدارسنا على دروس الرياضة والفنون والموسيقى. اليوم لا تستثمر المدارس في هذه المواضيع وتعتبرها هامشية وثانوية.

يجب ان ننمّي شخصية الطالب، مواهبه، ميوله، وليس فرض المواضيع الأساسية النمطية على حياته خلال العام الدراسي.

تحدثنا مرارًا عن تدخل رجال السياسة في الجهاز التربوي. هذا التدخل سافر، مرفوض جملة وتفصيلًا، ولكنه تدخل مستمر برغم ما نكتب ونقول، وهذا يؤثر سلبًا على الجهاز، على التحصيل العلمي، والنتائج واضحة في نهاية المطاف.

مدارسنا ما زالت في آخر السلم التعليمي والتحصيلي برغم وجود خامات وطاقات رائعة في مجتمعنا.

هذه المعادلة يجب ان تتغير، وسوف تتغير عندما تتغير الشخصيات التي تقود هذا المجتمع سياسيًا.

حان الأوان أن نتغيّر لكي نغيّر ولكي نحسّن حياة ومستقبل أولادنا وهم اهم ما نملك.

لكن ما دمنا نختار رؤساء مجالس تقليديين، فاشلين، لن نغيّر من مستوى حياتنا ومعيشتنا على كافة الأصعدة.

من سبل التغيير التفكيري على سبيل المثال: ليس فرضًا دعوة رئيس المجلس ليخطب مع نهاية كل عام وفي كل مناسبة!.

ليكن الطالب في المركز وليس رئيس المجلس!!.

أتوجه بكلمة صارمة للجان الأهالي: دوركم غاية في الأهمية لدفع عجلة التربية والتعليم الى الأمام.يجب ان تعملوا لأجل مصلحة الطلاب وليس لمصلحة السياسيين!.

امل ان أرى هذا العام نمطًا آخر من التعامل من قبل لجان الأهالي المركزية والمدرسية!.

أتمنى للجهاز التربوي ولطلابنا عامًا موفقًا، ناجحًا وناجعًا.