مرزوق الحلبي في قراءة اللحظة الانتخابيّة: الدالية حسمت أمرها ورفيق حلبي وطاقمه يحاولان تقليص الهزيمة

حاولنا أن نقرأ اللحظة الانتخابية بواسطة هذه المقابلة مع مرزوق الحلبي، أستاذ العلوم السياسيّة والحقوقيّ، الذي عمل لسنين طويلة في الاستشارة الاستراتيجية وقيادة الحملات الانتخابية في الدالية وفي خارجها. ستفيدنا تجربته الطويلة في تلخيص الجولة الانتخابية في الدالية.

• يدّعي كل واحد من المرشّحيْن أنه الفائز ـ ماذا تقول للناخب من موقعك كأستاذ في العلوم السياسيّة وصاحب تجربة طويلة في قيادة جولات انتخابية هنا وخارج البلد؟

ـ كل مرشّح في جولات كهذه يعرف تماما عدد الأصوات التي سيحصل عليها. لأن لدى كل مرشّح طاقم يعمل على أسماء الناخبين وحساب المؤيدين والمعارضين والممتنعين إلخ. هذه الحسابات دقيقة تمامًا عندما تتمّ بشكل مهنيّ من خلال سجلّ الناخبين الرسمي. من هنا قد يكذب المرشّح على الناخبين وعلى مؤيديه ومعارضيه لاستكمال حملته. هذه المرّة، مَن يفعل ذلك هو رفيق حلبي. كذب عشر سنوات على مواطنيه فلماذا لا يكذب ليوميْن آخرين. هو وطاقمه المصغّر يعرفون الحقيقة المرّة أنهم الخاسرون. لكن عليهم أن يواصلوا الحملة. لو كنتُ مكانهم لفعلت الأمر ذاته.

• يعني أنت تقول إن الجولة محسومة لصالح أكرم حسون؟
ـ ليس أنا الذي أقول، أهل الدالية يقولون والاستطلاعات تقول ذلك بوضوح. وقوائم العضوية أيضًا، والميدان يقول ذلك. الدالية حسمت أمرها وقرّرت أن تمنع رفيق حلبي من ولاية ثالثة. هذا قرار البلد بكلّ أجيالها وبنسائها ورجالها. رفيق حلبي يجتهد في محاولة للخروج من هذه الجولة بخسارة بدل الهزيمة. الفارق لصالح أكرم في اتساع من شهر لشهر وهذا ثابت في كل استطلاع. لا الأعلام ولا المهرجانات ولا السيارات ولا أشرطة الفيديو ولا استعراض القوّة يُفيد ولا استعمال الطرق غير القانونية. لا شيء.

• البعض يقول إن المنافسة تظلّ مفتوحة حتى آخر لحظة، وأن لا أحد يعرف النتيجة؟
ـ هذه الخراريف تلائم الذين يعيشون في الغيبيات وفي "الخط" و"الحساب" وما شابه. نحن لسنا بشأن تنجيم أو ضرب في المندل. الجولات الانتخابية اليوم هي علم يقوم على ثوابت. ومنها علم الإحصاء والاستطلاعات والرياضيات وعلم الاجتماع والسياسة وكلّها تقول بوضوح أن الدالية ذاهبة إلى الحسم الواضح: أكرم حسون هو الرئيس القادم لمجلس دالية الكرمل، ونُقطة. والفارق يتعلّق بمدى التزام طاقمه الانتخابيّ بالتعليمات يوم الانتخابات وبمستوى الإنجاز والتنفيذ.

• تبدو واثقًا كأن الانتخابات انتهت؟
ـ أنا واثق بعلم الحملات الانتخابية الذي يقرأ المجتمع واتجاهات الرأي والتحوّلات العميقة واصطفافات القوى فيه. أنا واثق بخبرتي واستنتاجاتي ومعرفتي بالتحوّلات وبنقطة الفصل. ولم يحدث أنني لم أعرف مسبقًا نتائج الانتخابات في كل مكان عملت فيه منذ أدرت مع آخرين حملة رمزي حلبي في العام 1998. نُقطة الفصل هنا هو أن أهل الدالية قرروا محاسبة رفيق حلبي على الأضرار التي ألحقها بهم وبالبلد وتاريخها ومُجتمعها. قرروا إنهاء عشر سنوات من الخراب، إنهاء كذبة تدحرجت عشر سنوات. هذه قوة الدفع الأساسيّة في الدالية قبل يومين من الانتخابات.

• قد يقولون أنك على هذا الرأي بسبب معارضتك الشديدة لرفيق حلبي؟
ـ جماعة رفيق قد تقول كلّ شيء. الخاسر يقول كلّ شيء لنفسه وللناس لتغذية وهمه وأمانيه لتلافي الاعتراف بخسارته الحتميّة. على فكرة كلّ صاحب ضمير حيّ ويحمل الحبّ للدالية وأهلها عليه أن يكون معارضًا لرفيق وما أنتجه من نهج كارثيّ وثقافة في مستوى الصفر. أنا خريج قسم حقوق الإنسان في كليات الحقوق وأدرّس هذه المضامين وأحاضر فيها، وملتزم بشكل مبدئيّ بمناصرة حقوق الناس والوقوف في صفّهم ضد الظلم والظالمين في كل مكان وزمان. أنا مع أهل الدالية ضد الذي فرّط بحقوقهم وأراضيهم وكراماتهم.

• ماذا يُميّز هذه الجولة عن جولات سابقة حسب رأيك؟
ـ ما يميّزها هو أن رفيق حلبي يُضحّي بعائلته وإرثها واسمها الطيّب وتاريخ قياداتها على مذبح مشروعه الذي فشل. كان بإمكانه أن يترك المفاتيح ويذهب بنفسه إلى حيث كان في زاوية البيت وبرامجه التلفزيونية الصفراء الهابطة. لكنه يأبى إلّا أن يزجّ بعائلته في حرب مُفتعلة مع البلد. هو يحشّدها بأسلوب رخيص شعبوي ومقيت ضد البلد ومواطنيها. هذا علما بأن في هذه العائلة مثل عائلات البلد الأخرى وفي البلد عمومًا ألف امرأة ورجل أفضل من رفيق حلبي ألف مرة وبكلّ المعايير

• كيف ترى المرحلة المقبلة؟
ـ نحتاج إلى سنوات قليلة كي نعوض البلد خسائرها المادية وإلى سنوات طويلة كي نعوّضها خسائرها المعنوية القيَميّة. علينا ترميم مجتمعنا وإعادة بنائه على أسس التكافل والتعاضد والتعاون وكان رفيق حلبي زج البلد في حروب مُفتعلة وفِتن وصلت حد العنف الخطير. الآن علينا بمئة عاقل لانتشال الأحجار التي رماها في البئر.

• وأنت، أين ترى نفسك؟
ـ كنت دائمًا مع أهل بلدي. وسأظلّ دائما مع أهل بلدي. من هنا أتت معاييري وأحكامي في السابق وهي باقية معي في المرحلة المقبلة. خبرتي ومعرفتي وضعتها تحت تصرّف الناس، الذين أتفق معهم والذين أختلف معهم، وهكذا سيكون في المستقبل.