عصر المحن قاد عاد/ منعم حلبي

قرار وزير المالية سموتريتش بتجميد الميزانيات المُخصصة للمجالس المحلية العربية بقيمة أكثر من 200 مليون شاقل، وللطلاب العرب الجامعيين الذين يدرسون في جامعة القدس بقيمة حوالي 300 مليون شاقل، فاجأت حتى اليمين والائتلاف الحكومي، حتى نتنياهو، الذي لم يستطع الاستمتاع باستجمامه هو وزوجته في هضبة الجولان، جراء الاحتجاجات والمظاهرات التي قام بها المئات ضد سياسته ونهجه.
قرار سموترتيش يجسّد مدى تعامل هذه الحكومة، بل والحكومات المتعاقبة معنا، المجتمع الذي يتحدث لغة الضاد، ولكن سياسة هذه الحكومة بالذات سوف تولّد الانفجار عاجلًا ام آجلًا.
هنالك يعود ويسأل الكثيرون-وبحق- عن هوية الأشخاص الذين أدوا وتسببوا لنهاية ولاية الحكومة السابقة وولادة هذه الحكومة العنصرية بامتياز، ولكن نحن نقول، ان "اللي فات مات" وعلينا ان نكون جاهزين للأسوأ دائمًا.
هنا لا بُد لي أن أقول كلمة حق للمناضلين في خيمة الاعتصام في عسفيا، الذين لا يكلّون ولا يملّون. هذه الخيمة بُنيت لأجل الاحتجاج على تصرفات الحكومة وسياستها ضد المجتمع المعروفي في قضايا الأرض والمسكن.
كلمة بحق حركة "الأرض والعرض والدين" التي أقيمت لنفس السبب.
كلمة طيبة للمناضلين في كل مكان، لأننا نرى، انه بدون نضال حق ومستميت في بعض الأحيان، سوف تدوس هذه الدولة وهذه الحكومة على حقوقنا وممتلكاتنا واراضينا بدون رحمة.
هذا ما حدث في هضبة الجولان، في الجلمة والمنصورة والزابود والبقيعة في حينه، ما حدث مؤخرًا في دير مار الياس في حيفا وهذا ما يحدث بشكل مُمنهج ضد مجتمعنا المعروفي في الكرمل والجليل من خلال سياسة التضييقات في قضايا الأرض والمسكن، بحيث ان اليوم نكاد لا نرى بنايات جديدة تقوم في الكرمل، جراء الأوضاع الراهنة، وجراء الفشل التخطيطي المقيت من قبل المسؤولين في هذه المجالس.
علينا باستمرار النضال القانوني والشعبي والجماهيري حتى ننال كامل حقوقنا.
انتم ترون ما يحدث في الدولة منذ إقامة الحكومة الحالية، وانتم ترون الصعوبات والتحديات التي تقف امام مجتمعنا.
وحدة الصف هي قضية مصيرية في هذه الحقبة الحالية، التي اعتبرها بمثابة محنة أخرى تواجه مجتمعنا!.