الأرض تكلمت عربيًا..../ منعم حلبي

الاسبوع الفائت تكلمت الأرض عربيًا...بكل طوائفها وانتماءاتها...بالأمس، تحركت الأرض الخالدة وانتفض عشرات الآلاف...مذكرّين، لعلها تنفع الذكرى: نحن هنا، نعيش فوق هذه الأرض، نحن من يستحق الحياة...!.
 اهتزت و"تكلمت" الأرض: واجهت ابناءها...عانقتهم...هدّأت من روعهم...خففت من آلامهم وجروحهم وواستهم...
آذار هو شهر الامل والتفاؤل...هو شهر الأم والحنان وإطلالة الربيع منشأ الحياة...آذار هو أيضًا عنوانٌ للمآسي والآلام والنضال.
الخميس اجتمع المناضلون على أرض واحدة: أبناء المجتمع العربي، جراء إحياء يوم الأرض، الذي يتحدث عن مصادرة دولة إسرائيل لعشرات الاف الدونمات التابعة للشعب الفلسطيني، والتي تخللت مواجهات دامية راح ضحيتها ستة فلسطينيين، وسط اصابة واعتقال المئات منهم.
في نفس يوم الخميس، أقامت حركة "من اجل البيت" العسفاوية مسيرة ووقفة احتجاجية في منطقة "شجرات الأربعين" الواقعة بجانب جامعة حيفا، وتحدثت عن مطالب المجتمع العربي المعروفي من الدولة، وهو اقتلاع القوانين العنصرية التي سنتها هذه الدولة ضد مجتمعنا في قضايا التخطيط والبناء، تجميد بل وإبطال أوامر الهدم والغرامات التي حصل عليها مئات ولربما الاف المواطنين من الجليل والكرمل، جراء بنائهم على أراضيهم بدون تنظيم او كما تسميه الدولة، بدون ترخيص، وبعد من مطالب، منها المساواة في الحقوق وليس فقط في الواجبات، تنظيم كل قضية التخطيط لمنع الملاحقات المتكررة وبعد من مطالب.
في ال30 من آذار عام 2023 اجتمعت كافة الطوائف على طبق واحد، حتى لو انها أقامت المراسم كل على حدة.
لمستُ من خلال فِرق الواتس اب المتعددة التي أنا شريك بها، مدى رفض للعديد من المواطنين في الكرمل وحتى في الجليل لفكرة إجراء هذه المراسم بالذات تزامنًا مع يوم الأرض.
لا أتفهم هذا التخوف وهذه التساؤلات!. الدولة نجحت في غسل دماغ البعض منا ونجحت في تفريقنا وفي تجزئة قضايانا الواحدة مع المجتمع العربي. إتضح بالأمس مما لا يقبل التأويل، ان قضايانا واحدة!.
الدولة صادرت لأبناء المجتمع العربي حوالي 70% من أراضيهم الخاصة وصادرت من أراضي مجتمعنا المعروفي في الجليل والكرمل حوالي 80% من أراضي اجدادنا وابائنا الخاصة!!!.
إذًا، لماذا التخوف والتساؤلات والاستهجان؟!.
ماذا تستطيع ان تفعل الدولة بنا ولنا اكثر؟!.
نحن اليوم نتواجد في حضيض الحضيض: لا نستطيع ان نبني حتى بيوتًا على أراضينا التي ورثناها عن أبنائنا واجدادنا.
نتواجد في الحضيض من ناحية إنجازات تربوية ورياضية وثقافية.
الميزانيات التي تصل سلطاتنا المحلية اقل من التي تصل حتى السلطات العربية.
وضع البنية التحتية والبيئة من أسوأ ما يكون.
مما تخافون بعد ولماذا تتساءلون؟!.
نعم، نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع العربي، برغم ان جزءًا من هذا المجتمع لا يتقبل ذلك!.
علينا ان نقف وقفة الرجل الواحد امام الطوفان المؤسساتي الإسرائيلي بدون لا خوف ولا خجل ولا وجل.
رأيتم ماذا فعل الجنود وجنود الاحتياط والطيارون في احتجاجهم ضد محاولة الحكومة جعل الدولة أكثر دكتاتورية!.
وانتم، يا أبناء شعبي ومجتمعي ممن يخدم في الجيش والأمن والشرطة: مما تخافون بالضبط؟!.
يجب عليكم ان تنفضوا الغبار وان تقلبوا تفكيركم رأسًا على عقب. هذه الدولة لم تعطِ أبناء المجتمع المعروفي بل اخذت منه وورطته وتلاحقه وتحاول طمسه وطمس معاليمه حتى الهلاك.
وامام هذه المحاولات يجب ان نحتج ونتظاهر ونطالب كل يوم في تحصيل حقوقنا كاملة وإعادة ما سُلب منا من أراضي واموال!!.
حان الأوان!.