معالجة القشور....وماذا عن جوهر الأمور؟!/ منعم حلبي

قادت نقابة المعلمين نضالًا في الأسابيع الأخيرة، مُطالبة وزارة المالية تحسين ظروف عمل المعلمين والمعلمات، المديرين والمديرات، ومطالبة بتنظيم شؤون العطل خلال العام الدراسي، مهددة بالإضراب اذا لم تتحقق هذه المطالب.
بعد مداولات عدة تم الاتفاق على تحسين ظروف العمل والمعاشات.
ولكن، إذا نظرنا للمطالب التي وُضعت على طاولة المفاوضات، لا نلمس القضايا الحقيقية والمشاكل التي تعاني منها المدارس عامة والمدارس العربية خاصة.
لم نرَ قضايا التمييز العنصري، الذي نلمسه يوميًا من خلال الفوارق في الميزانية التي تُصرف على الطالب اليهودي مقابل الطالب العربي. لم نرَ مُطالبة بحل قضية الاكتظاظات في الصفوف، بحيث ان معدل الصف الواحد في مدارسنا يفوق ال35 طالبًا.
لم نرَ مطالبة بتغيير منهج التعليم، خاصة في مدارسنا المعروفية.
لم نرَ مطالبة بتغيير نمط اختيار المديرين والمديرات، المعلمين والمعلمات.
بقيت القضايا الجوهرية عالقة واتضح ان النضال عالج القشور ولم يعالج الجوهر.
اعتقد، ان القضية كانت مُسيّسة من أساسها، وان يافا بن دافيد تفكر في مستقبلها السياسي القادم لا اكثر.
ازعجني خلال هذه الفترة السكوت المدوّي للجان الأهالي المركزية، خاصة في قرانا. وكأن على رأسهم الطير. اتضح للقاصي والداني، ان تعيين هؤلاء جاء إرضاء سياسيًا للرؤساء ليس اكثر من ذلك.
بالله عليكم، ما هذا السكوت؟!.
هل كل شيء يسير على ما يرام لدينا؟!.
هل النجاحات التربوية منقطعة النظير لدرجة اننا لا نسمع كلمة انتقاد واحدة على ما يحدث في مدارسنا؟!.
قبل بضعة شهور طرحنا من عبر هذا المنبر نتائج البجروت، واوضحنا من خلال معطيات وزارة المعارف، اننا نتواجد في الأماكن الأخيرة والمتأخرة من ناحية جودة بجروت في البلاد قاطبة.
ماذا فعلت لجان الأهالي بهذا الصدد؟!!.
على كل، كلي امل ان يستفيق مجتمعنا من سباته العميق هذا، لأن جهاز التربية والتعليم بحاجة لغربلة من أساسه.
وزارة المعارف تعمل على تجهيلنا بطريقة ممنهجة منذ أكثر من 70 عامًا. ليس هذا فحسب، بل تختلق جوائز غيبية لا صلة لها بالواقع، وتُدخل مدارسنا للائحة المدارس المتميزة، ذلك بالرغم من ان نفس الوزارة قد نشرت قبل عدة شهور نتائج هذه المدارس التي ظهرت متذيلة مدارس البلاد قاطبة!.
نحن أمام عام دراسي مليء بالتحديات. على المدارس ان تقرر: هل ستبقى مجرد حاضنات لطلابنا ام انها ستسير وفق تطورات العصر الحديث؟!.
هل ستبقى مدارسنا بمثابة سجن يأوي الطلاب بداخله بالقوة، ام انها ستُقلب لمؤسسات يطيب العيش والتعلم بين جدرانها؟!. هل سيبقى طلابنا مجرد ارقام، ام ان المدارس ستعمل على صقل شخصياتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم؟.
أتمنى للجميع عامًا رائعًا وموفقًا ومجديًا.