kolanas - 2020-05-15 16:34:49 -
إن قيام أهلنا في عسفيا بمشروعي شارعيْن كامليْن في الناحة الشرقية والغربية من البلدة لهو مثار فخر واعتزاز
كيف يُمكن أن يصير هذان الحدثان مصدر شائعات وسجال بين جهات في البلديْن، بدل أن تصير نموذجًا يُحتذى به؟
لا شيء في واقعنا يحدث من تلقاء نفسه كما يعتقد البعض أو يروّج. لا الجريمة ولا التخلّف العمراني في قريتيّ الكرمل ولا غياب قسائم للأزواج الشابة أو المسرّحين من الجنود، ولا قلّة الميزانيات ولا سوء الإدارة للشأن العام ولا غياب مراكز ثقافية نوعيّة ومتحف وجاليري بلدي. كلّها نتائج لسياسات وقرارات أو إرادات لأناس في السلطة المحليّة أو في السلطة المركزية أو في المجتمع. ولهؤلاء أسماء معروفة ووجوه وصور ونصوص كتبوها أو رسائل أرسلوها أو تصريحات أطلقوها وأشرطة فيديو لا تعدّ ولا تُحصى توثّقهم وتوثّق توجّهاتهم. يُمكننا بجهد قليل نسبيًا أن نُشهرها في وجوههم مرايا على طولهم لتكشف لهم وجوههم وحقيقة قاماتهم. أما أنا فسأختار هنا أن أدلّ على الإمكانيات المهدورة لقريتيْن هما مجتمع واحد شاء من شاء وأبى مَن أبى!.
واحدة من نظريّات التنمية تقول بأهميّة تمتّع الجماعات المغبونة بحقوق التنظيم والبناء كشرط للتنمية والنهوض. وتلتقي هذه النظريّة مع نظريّة أخرى في التنظيم والتخطيط الحضري تقول بأن التخطيط هو أساس كل تطوّر حضريّ. وأجدني متّفقًا مع النظريتيْن كحقوقي متخصص بحقوق الإنسان وكأستاذ للعلوم السياسية متخصّص بالأقليّات.
بإمكان البلدين أن تتجاوزا ثلاثة عقود من التأخّر والتراجع في ظرف خمس سنين لو أنهما اتفقتا في هذا الملفّ تحديدًا. لو أن إدارة المجلسيْن قرّرتا دمج الملفيْن في واحد وخوض معركة تحصيل حقوق التخطيط والبناء والتنظيم والتطوير للبلدين معًا. توسيع المسطح المُشترك ووضع خريطة هيكليّة مُشتركة تتعامل مع البلديْن كوحدة واحدة ـ حضريّة ـ اقتصادية ـ اجتماعية ـ سكنية تستجيب للاحتياجات وتوفّر الحلول في الراهن والمستقبل المنظور والبعيد ـ من شأنه أن يغيّر الواقع جذريًا لأنه سيكبّر حصّتنا ويستثمر الحيز المكاني بما يخدم حاجتنا إلى التطور والمرافق العامة والمناطق الصناعيّة والتجارية والثقافية.
يستدعي هذا الخروج من "عقلية الأقليّة" و"التوسّل" و"الانتظار السالب" والتعاطي مع الموضوع على أنه مسألة حقوق حُرمنا منها ـ هذا في مستوى العلاقة مع السلطة المركزيّة. أمّا فيما يتّصل فينا داخليًا، فعلينا أن نعترف أن المسألة مرهونة بسبب العلاقة بين الرئيسيْن في البلديْن، رفيق حلبي وبهيج منصور (وأوفّر على القاريء رأيي فيهما) للُعبة خفيّة وهي "Zero-sum game" (משחק סכום אפס) ـ وهي تعني: إذا ربحت عسفيا يعني أن الدالية خسرت وإذا ربحت الدالية يعني أن عسفيا خسرت!!. أقول هذا مع أسف كبير أننا وصلنا إلى هنا. وإلّا كيف يُمكننا أن نفسر موقف رفيق حلبي من شقّ الشارع من شرق عسفيا إلى منطقة شارع المحرقة بأيدي المواطنين الذين فعلوا ذلك من حاجة حقيقية ومن غيرة حقيقيّة؟؟. أو كيف نفسّر التطوّر الأخير في هذه المسألة والشكّ بأن "طرفًا" في الدالية كان وراء الشكوى في اللجنة اللوائيّة التي سارعت لإصدار أمر هدم ضد الشارع الواصل بين شرق عسفيا وطريق المحرقة؟!.
إن قيام أهلنا في عسفيا بمشروعي شارعيْن كامليْن في الناحة الشرقية والغربية من البلدة لهو مثار فخر واعتزاز. تسير في الشارعيْن فتشعر بالعزّة والفخر لما تُنجزه سواعد الناس وطاقاتها البانية. كيف يُمكن أن يصير هذان الحدثان مصدر شائعات وسجال بين جهات في البلديْن، بدل أن تصير نموذجًا يُحتذى به؟ سؤال اتركه معلّقًا أمامكم كي لا نفرّ منه. هذا الوضع يتحمّل نتيجته الرئيسان الحاليان ـ وشخصيات أشغلت هذين المنصبيْن من قبل. وهو وضع عبثيّ غير مقبول بكلّ المعايير.
الخروج من هذا المأزق وعبثه يكمن في أن نشكّل ضغطًا على الرئيسيْن، رفيق وبهيج، والإدارتيْن في المجلسيْن، والأوادم في البلديْن، كي يتمّ الانتقال إلى عمل استراتيجي مدروس ومبادرة للتغيير. بدل المناكفات التي تجعلنا جميعًا صغارا وبائسين في نظر أنفسنا ونظر أولادنا. عندما أراد الرئيسان فهمي حلبي وكنج منصور أن يخوضا في هذا الملفّ معًا استطاعا أن يحقّقا قفزة نوعية. وهنا أيضا، المسألة تتصل بالإرادة. وقد عبّر العسافنة عن إرادة مواطنية قويّة حينما خرجوا لتعمير أراضيهم وفتح الشارعيْن. وقد كان من المفروض أن تلتقي مع إرادة ديلاويّة مماثلة كي نتجاوز وضعنا المُخجل المضحك ـ لو لم يكن مُبكيًا.
في هذه النُقطة أيضا، يُمكننا أن نرى بوضوح ما هي الإرادات الحقيقية وما هي القرارات وما هي الأفعال ومَن يتّخذ القرار الذي يخدم الناس أو يُؤذيهم. وعلينا كمواطنين أن نُحاسب ونسائل لا أن ننخرط في لُعبة خاسرة للبلديْن. ولا تنسوا أنها لُعبة تتصل بالوجود والمصير ولا تطيق إبقاءها رهينة "عُقد" شخصيّة وأهواء أفراد. لا شيء يحدث من فراغ أو من تلقاء نفسه. هناك أناس يصنعونها أو يُريدونها. وأنا واثق من أن الغالبيّة العُظمى لأهالي البلدين تُريد حقوقها بالكامل. ولنتذكّر أن الصراع على الأرض ليس بين الدالية وعسفيا بل بين البلدين وبين السلطة المركزية وسلطة "البارك".
*الكاتب: مستشار استراتيجي حقوقي وأستاذ في العلوم السياسية.
شكرًا رنين مشيلح.." لقد سقطت الدالية حين اشتغلت بالوعظ والتدليس والنفاق والكذب على ذاتها بدل أن تقول الحقيقة لأبنائها وبناتها" " سقطت الدالية حين عرفنا وحرّفنا كلّ على طريقته....
الناصرة | 28.11° - 31.07° | |
حيفا | 30.12° - 30.12° | |
القدس | 25.22° - 30.95° | |
يافا | ° - ° | |
عكا | 30.57° - 30.57° | |
رام الله | 25.16° - 30.88° | |
بئر السبع | 33.32° - 34.22° | |
طمرة | 29.76° - 29.76° |
دولار امريكي | 3.532 | |
جنيه استرليني | 4.9821 | |
ين ياباني 100 | 3.2976 | |
اليورو | 4.3352 | |
دولار استرالي | 2.7053 | |
دولار كندي | 2.7595 | |
كرون دينيماركي | 0.5822 | |
كرون نرويجي | 0.4520 | |
راوند افريقي | 0.2911 | |
كرون سويدي | 0.4211 | |
فرنك سويسري | 3.6777 | |
دينار اردني | 4.9780 | |
ليرة لبناني 10 | 0.0233 | |
جنيه مصري | 0.1997 |
كيف نلخّص عشر سنوات من الخراب؟يوم الثلاثاء ...الدالية ستستردّ روحها وتنهض مرزوق الحلبيفيما يلي محاولة منّي لتلخيص عشر سنوات من الخراب واستشراف الآتي.ـ لا أشكّ من مشاهداتي ومن...
كلمة العدد 956 وصولنا للحضيض لم يأتِ محض الصدفة! -وزارة الداخلية تدافع عن إخفاقات بعض رؤساء مجالسنا بصورة متعمدة -الوزارة تفرض عليهم كافة الإملاءات، مقابل غض الطرف عن الفشل...