جنرالات من فقاعات وطائفة تتطاير مع اقل النسمات/ كايد سلامة

لماذا جرت الانتخابات الثالثة؟ لماذا هدر ملاين الشواكل، وتعطيل الدولة ومؤسساتها سنة كاملة! إذا كانت تركيبة الحكومة على هذا النحو فالانتخابات الثالثة كان لا داعي لها، لماذا هذا الخداع، وتوهيم الناس، بخطاب مغاير وبديل؟ البرنامج الانتخابي لكاحول لافان كان بأغلبيته ضد نتياهو وحكومته الفاسدة، تحذيركم للناس من خطورته على نزاهة الحكم وعلى امن الدولة كان فقط دعاية! رسالتكم للجمهور كانت لا مكان لأي حكومة وشراكة مع نتنياهو، وأنتم اليوم في صدد الدخول اليها!! من الأفضل لكم الذهاب الى انتخابات رابعة وعدم خداع الناخبين الذين رأوا فيكم بديل وبداية لمستقبل أفضل.
بعد سن قانون القومية والتعديل على قانون البناء (كامينتس)، اغلبية الطائفة بحثت عن امل جديد يمكن ان يصحح ما أفسده حكم اليمين، وضعت ثقتها ودعمت حزب كاحول لافان على امل التغيير واعادة "الكرامة" والشراكة في المواطنة! وابطال القوانين المجحفة بحقها.
مع العلم ان زعماء هذا الحزب غالبيتهم منخرطون في السياسة منذ عدة سنين، لم يعارضوا سياسة الحكومة فيما يخص الطائفة الدرزية، لم يعنيهم الامر كثيراً، لماذا اذاً هذه الثقة العمياء! والدعم الكبير لهم؟
اثبت لنا زعيم الحزب كاحول لافان انه مجرد فقاعه فاشلة في السياسة الاسرائيلية، سيطفئ نجمه سريعا بمجرد دخوله في الائتلاف الذي يترأسه نتنياهو، هذا السلوك هو طعنة في "مصداقيته"، وطعنه في ظهر جمهور ناخبيه الذين رأوا به بديل لنتنياهو وسياسته الفاسدة، ماذا يختلف غانتس عن اورلي ليفي ابوكسيس! صحيح ان في السياسة أحيانا يضطر السياسي الى كذب وخداع لكن ليس لهذا الحد وليس على كل جمهور ناخبيه!
نتياهو مهما يكذب لن تهتز زعامته عند جمهوره، كون جمهوره مبني على شريحة غريبة لا تهتم للكذب ولا للفساد، فقط ما يهمها كرهها للعرب، ولا يوجد أفضل من نتنياهو لقيادة هذه الجوقة الغبية.
لكن لماذا وضع القسم الاكبر من الدروز ثقتهم في هذا الحزب؟ هل سذاجة ام رسالة غضب للأحزاب اليمينة؟ قناعاتي هذا التصرف نابع عن جملة من الاسباب منها غضبهم من الاحزاب اليمينية وسياستهم العنصرية، لكن عليهم ان يبقوا في فلك الاحزاب الصهيونية، لا يمكن وغير وارد ان تدعم " القيادات" الدرزية القائمة المشتركة، هذا الدعم هو عبور الخط الأحمر لدى المؤسسة، يعني بنظرهم حل الشراكة مع مؤسسات الدولة، وتمرد على "العلاقة" و"حلف الدم" وستكون "القيادات الدرزية" هي الخاسر الوحيد، ستخسر دعم السلطة لها ولن تستطيع تمرير سياستها داخل الطائفة، وستخسر الدعم المالي الذي بالأصل يصنع منهم "زعامات"، لكن اين دور باقي الطائفة؟ لماذا يسيروا ورائهم! نخرج من شباك ظالم لنقع في شباك ظالم اخر! لماذا لا نأخذ زمام الأمور ونتصرف وفق مصالحنا، ونتحرر من القيود الوهمية، هناك شريحة من الطائفة مستفيدة فقط اقتصاديا متحجرة في قوقعتها تخاف ان تبدي رأيها بصراحة تعيش كل حياتها متمسكة براتبها وبمصالحها الشخصية، لا يهمها ما يدور حولها من أزمات حتى ولو هي نفسها وأولادها تعيشها، تعيش وتنتظر الفرج من أي أحد، لا يهمها التميز والاجحاف، المهم الراتب اخر الشهر، تدافع عن راتبها بحجة الطائفة.
ما زلنا لا نفهم قوة صوتنا، نسبة المقاطعين عندنا تقريبا النصف رغم كل المعاناة! نغتر بالجنرالات المتقاعدين ونعمل منهم مُخّلِصين فقط لكونهم كانوا أصحاب رتب عالية! ندعم فقط ماضيهم، لكننا لا نعرف شيء فكرهم وأيديولوجيتهم وعن رؤيتهم بصورة عامة وبالأخص اتجاه ما نعاني من تميز يعيق حياتنا.