هل أُقفلت ابواب المدينة امام طلاب الكرمل؟!!

هل طلاب الكرمل غير مرغوب بهم في حيفا؟!!
*هل يوجد اتفاق غير مكتوب بين مجلس دالية الكرمل ومدارس وبلدية حيفا يقضي بعد استقبال طلاب دالية الكرمل وعسفيا للمدارس الحيفاوية؟!
*هل يحق لمؤسسة أن تقرر للطالب اين يريد ان يتعلم؟!
*اتصلنا بالمدارس الانتقائية وقسم منها قال:لن نستقبل طلابًا من خارج حيفا لمدارسنا من اليوم فصاعدًا
*رفيق حلبي:لم ابرم أي اتفاق مع اية جهة بهذا الصدد..يحق لكل طالب ان يتعلم أينما يشاء
منعم حلبي

ارسل اهالي من دالية الكرمل وعسفيا اولادهم ليتعلموا في مدارس خارج البلدة، إما في كفر ياسيف او في الناصرة او في حيفا، منذ سنوات الخمسين من القرن الماضي.
عادة، من ارسل اولاده ليتعلم في هذه المدارس الاهلية(الانتقائية)، كان من الاثرياء الذين يستطيعون تمويل تعليم ابنائهم في مثل هذه المدارس. في الكرمل بُنيت مدارس قليلة في سنوات الخمسين، وتعلم التلاميذ في سنوات الاربعين الأولى في مباني سكنية، قُلبت لمدارس تعليمية. كان التعليم حتى الصف الثامن، ووفق ما أفادني به والدي اطال الله عمره، ان المدارس في تلك السنوات كانت صارمة، والمعلمين كذلك، بحيث ما أن رأى طالب معلمه قادمًا من مئات الامتار، تراه ولى هاربًا من وجهه، خوفا ووقارًا. كان يا ما كان...كذلك قال والدي انهم تعلموا اللغة العربية والانجليزية، فقبل قدوم اليهود لم يكن في المنهج الدراسي تعليم اللغة العبرية.
كما اسلفت، أرسل قلة قليلة من الأهالي اولادهم لمدارس اهلية-انتقائية-في كفر ياسيف والناصرة وحيفا، من منطلق وعيهم مدى اهمية التعليم منذ ذلك الحين.
من ثم ومع مرور الوقت، اضحت قضية التعلم في مدارس انتقائية مسألة طبيعية، فازداد عدد الطلاب في مدارس حيفا وضواحيها خاصة، وفي سنوات الثمانين والتسعين ازداد العدد اكثر فأكثر، جراء أوضاع مدارس الكرمل التعليمية، وجراء الازدياد في وعي الأهالي حول مدى أهمية التعليم. عندما بدأت تعليمي في المدرسة الارثذكسية في حيفا عام 1986 تعلم معي عدة طلاب من دالية الكرمل وعسفيا في حينه.
استثمر الأهالي الاف الشواقل سنويًا لكي يتعلم اولادهم في افضل المدارس الانتقائية.
ولكن كما ذكرت، لم يسمح لنفسه كل ولي امر ارسال ابنه لمدرسة انتقائية، جراء الأوضاع الاقتصادية.
وفق ما قاله لنا عدة اهالي، توجد "حرب" على الطلاب، خاصة من قبل مجلس دالية الكرمل، الذي ووفق هؤلاء الاهالي، عقد اتفاقًا غير مكتوب مع بلدية حيفا، بعدم استقبال طلاب من دالية الكرمل لمدارس حيفا.
نحن من جهتنا، وجراء هذه المعلومات التي حصلنا عليها، قمنا بالاتصال للعديد من مدارس حيفا، الانتقائية منها والرسمية، وطلبنا تسجيل اولادنا في هذه المدارس. قسم من المدارس الانتقائية تواصل معنا في الحديث، وطلب منا الانتظار لغاية شهر يناير القادم، حيث موعد امتحانات القبول.
قسم اخر من المدارس الانتقائية قال بشكل واضح: في السنتين الاخيرتين تقرر عدم استقبال أي طالب من الكرمل او من مدارس اخرى من خارج حيفا!!.
عندما تساءلتُ عن هذه السياسة كان الجواب غير واضح البتة!.
هنا يجدر بنا أن نوضّح، ان قانون التعليم في وزارة المعارف يمنح حرية التعليم لكل طالب في الدولة. يحق لكل ولي امر ان يسجل ابنه في كل مدرسة يريدها.
من يقول عكس ذلك، خاصة من رؤساء المجالس، هدفه منع تسرب الطلاب المتميزين لمدارس خارج قراهم.
بمعنى أبسط: هدف رئيس مجلس دالية الكرمل على سبيل المثال إبقاء الطلاب المتفوقين في مدارس الدالية، لان ذلك سيرفع من نسبة البجروت في نهاية المطاف.
السؤال: هل يُعقل وهل يحق لرئيس مجلس ان يمنع ولي أمر أن يسجل ابنه في مدرسة أخرى، خارج بلده؟!.
الجواب: لا!.
السؤال: اذا كان الرئيس والمديرون والمعلمون ضد هذه الظاهرة، لماذا تعلم، يتعلم ويتعلم اولادهم في مدارس انتقائية خارج القرية؟!!.
هل ما يحق لهم لا يحق لغيرهم؟!.
بدلًا من هذه السياسة، كنا نتوخى من القيّمين على المجلس والمدارس، من مديرين ومديرات، نقل مدارسنا نقلة نوعية جدية، تجعل من الاهالي والطلاب يفضلون التعلم داخل هذه المدارس وليس الانتقال لمدارس في عسفيا وفي حيفا ويركا وغيرها، وليس الزام الطالب ان يتعلم في مدارس القرية.
اتصلنا برئيس مجلس دالية الكرمل السيد رفيق وطلبنا تعقيبه بهذا الصدد، فكانت لديه إجابة مفاجئة:"لم اتحدث ابدًا لا مع رئيس بلدية حيفا ولا مع المدارس ولا مع قسم المعارف هناك بهذا الصدد. لا يوجد اتفاق رسمي ولا غير رسمي بيني وبين رئيس بلدية حيفا ولا مع اية جهة. من حق كل طالب ان يتعلم اينما يشاء. يتعلم في مدارس حيفا طلاب من طيرة الكرمل ومن بلدان اخرى وليس من دالية الكرمل فحسب".

وصلنا من نائب الناطق بلسان بلدية حيفا روني جروسمان هذا التعقيب: "لا يوجد أي اتفاق بيننا وبين مجلس دالية الكرمل!.

من جهة اخرى، تقع مسؤولية على كل سلطة محلية او بلدية ان تبني مدارس ممتازة ضمن منطقة نفوذها وان تعلم الطلاب في هذه المدارس. بلدية حيفا مسؤولة عن طلاب مدينة حيفا فقط!.

هدفنا تعزيز مكانة الطلاب الحيفاوي، لذلك، نحن مضطرون لرفض طلبات القبول لطلاب من خارج مدينة حيفا، اذا كانوا من دالية وعسفيا او من مناطق اخرى"!.

طلبنا تعقيب وزارة المعارف على هذه القضية، ولم يصلنا الرد حتى موعد اغلاق العدد!.