د.رباح حلبي: وأخيرًا أخرجتُ ابني من مدارس دالية الكرمل!!

كتب د.رباح حلبي( دكتوراة في التربية) من عبر صفحته على الفيس:"

صرخة بل استجداء

وأخيراً تخرج ابني من مدارس بلدنا، بعد أن أنهى إعدادية قفطان حلبي، ووجهتنا الآن، كما كثيرون، الى خارج البلد. كانت تجربة سيئة بالمجمل، وتبعث على الأسى والحزن ولربما القنوط. إذا كانت التجربة مقبولة نوعاً ما في الابتدائية، لصغر المدرسة والجو الدافئ، التجربة في الإعدادية كانت مخيّبة ومحبطة.

كنت فاعلاً مع أصدقاء قبل حوالي نصف قرن ضمن جمعية الخريجين، من أجل تغيير منظومة التعليم عندنا وفي القرى الدرزية بالمجمل، لتحسين مستوىمدارسنا، من أجل الأجيال القادمة. وها تأتي تلك الأجيال لتلقى أن المنظومة بقيت كما هي، متزمتة بل متحجرة، لا تليق بتطورات العصر.

سلك التعليم في بلدنا، وللأسف الشديد، صدأ وعطب، يعاني من إشكالات مزمنة، تراكمت مع الزمن ليصبح من العسير جداً حلها. ذلك لا يتعلق فقط بالطاقم التدريسي، حيث هناك معلمات جديرات يعملن بضمير وجد. ذلك لا يتعلق حتى بالمديرات، وهن الاهم في ضبط المسيرة التعليمية، حيث أن أفضل ما افرز هذا الجهاز، الزميلة ايمان خليفة، يئست وتركت.

ذلك يتعلق بمبنى تنظيمي وتعليمي عفن. ذلك يتعلق بانعدام جو تعليمي ملائم ومحفّز. ذلك يتعلق بأساليب وطرق تعليمية بالية، بأغلبيتها تلقينيه، في عصر تفجُّر المعلومات. يتعلق بمضامين لا تحاكي انشغال الطلاب-حيث ما زلنا نراوح في التراث المضحك-المبكي.

للخروج من هذه الازمة، يجب خلق

حراك من خارج المنظومة. وتلك مسؤولية المجلس وادارته. للأسف فشلت كل الإدارات في هذه المهمة، والإدارة الحالية لا تختلف عمن سبقتها، ولربما تعلن استسلامها بعدم وجود مدير/ ة لقسم التربية في المجلس.

قلتها مراراً، من أجل الخروج من الازمة المزمنة يجب اجراء ثورة ونفض لسلك التعليم، إصلاحات لا تفي بالمطلوب. يجب تفكيك الجهاز القائم وبناء جهاز جديد على جميع الأصعدة. في المقدمة يجب إيجاد حل للمعصية بمثابة المدرسة الإعدادية. لا يعقل ان تتجمع ابتدائيات وسطية، في اعدادية واحدة في اعسر وأخطر الاعمار، جيل المراهقة. تلك عثرة تقف امام الإدارة والطاقم التدريسي، وتفشلهم مسبقاً مهما كانت قدراتهم ومواهبهم واجتهاداتهم.

"حفي لساني" وأنا أنادي بتغيير، على الأقل، لمنظومة التعليم عندنا. أو ابتدائيات حتى الثامن، او بناء اعدادية أخرى. أكتب هذه الكلمات، ليس انتقاداً لشخص ما، ليس هجوماً على المؤسسة والمعلمين. أكتب هذه المادة، من خلال ألم مزمن تجسّد بأقرب ما أملك. لعل وعسى تلك الكلمات تُعلّم، والا تكون فشة خلق. والامكانية الثانية للأسف، هي الأقرب الى واقعنا التعيس".