مظاهرة رؤساء السلطات الدرزية: التوقيت خاطيء...القرارات متسرعة وذات نمط سياسي/ وجهة نظر: منعم حلبي

أنا مع كل نضال وكل تظاهرة، لأن في هذه الدولة الحق يُؤخذ ولا يُعطى!.
هذه الدولة عنصرية من رأسها حتى اخمص قدميها، وفضّلت على مدار 72 عامًا دعم المستوطنات على حساب اراضي وممتلكات كافة الطوائف العربية، منها الدرزية بالطبع. فضّلت دعم البلديات والمدن اليهودية على حساب المجالس والمدن والقرى العربية.
استولت على اموالنا التي تحصل عليها من الضرائب والغرامات التي ندفعها لخزينة هذه الدولة، دون ان نحصل على اي مقابل تقريبًا.
ولكن، التوقيت التي اختاره منتدى السلطات الدرزية كان سيئًا للغاية، بحيث ان الدولة ووسائل الاعلام مشغولة بقضية الكورونا وبقضية العودة للمدارس.
ثانيًا، انا ضد القرارات المتسرعة، غير المدروسة وغير المخطط لها.
مثل هذه النضالات بحاجة لتخطيط مُسبَق، لتعبئة جماهيرية واسعة.
في ظل هذه الظروف الحياتية، التعبئة الجماهيرية مستعصية.
ثالثًا، ثقة المواطنين برؤساء النضال محدودة للغاية، وهذا ما لمسناه من المواقف والانتقادات اللاذعة من عبر وسائل الاتصال المختلفة.
قبل شهرين فقط بالتمام والكمال جرت انتخابات ثالثة للكنيست.
رؤساء المنتدى واعضاء داخله دعموا بشكل لا يقبل التأويل حزب الليكود ونتنياهو، قاموا باستضافته في قراهم، قدموا له الورود، زمروا وطبلوا له.
واليوم، نتنياهو اضحى "خائنًا" في نظر هؤلاء؟!.
اين المصداقية في المواقف؟!.
تحدث كثيرون قبلي عن تجاهل النائبة غدير مريح من خلال الكتاب الذي ارسله المنتدى لرئيس الحكومة.
هذا التجاهل جاء لاهداف سياسية وشخصية واضحة!!.
بالمقابل، لم يتم تجاهل اعضاء كنيست دعموا هذه الحكومة العنصرية ودعموا القوانين العنصرية التي جاءت بهدف الضرر بأهلنا!.

في مثل هذه المواقف، نحن بحاجة لقيادة متحدة، مع نوايا صادقة وواضحة، هدفها واضح، وهو وحدة الصف-وليس العكس- لاجل تحقيق الاهداف والمطالب المرصودة.
اعترف اليوم، من خلال الجلسة التلخيصية في عسفيا، عدد من اعضاء المنتدى، ان الخطوة اليوم كانت فاشلة، وان احدا من المسؤولين لم يعرهم اي اهتمام.
مع ذلك، نحن نقف من وراء الرؤساء، لأن نضالهم نضال حق.
لكن، الطريقة يجب ان تكون مختلفة، اليات العمل يجب ان تكون مختلفة.
نقطة أخيرة: مع دخول المجمع الكارثي لقرانا، زف رؤساء مجالسنا بشرى مفادها، ان مشاكل المجالس الاقتصادية اضحت من ورائهم ومن ورائنا، وان المجمع سيكون المُنقذ الاقتصادي.
ازمة الكورونا لم تتعدَّ الشهرين، فماذا حدث؟!.
في هذه الفترة الوجيزة مجالسنا تحطمت اقتصاديا ولا تستطيع ان تدفع لمقاول النفايات وللعمال؟!.
بصدد عمال المجلس، يا حبذا لو دأبت وزارة الداخلية ان تجري خطة نجاعة اقتصادية، لتقلل من عدد العمال، بحيث ان 50% منهم لا يقوم بواجبه وهم مجرد عبء اقتصادي على المجالس وعلى المواطنين، تم ويتم تعيينهم لمارب سياسية لا اكثر ولا اقل!.
لكي ينجح نضال رؤساء المجالس، عليهم تصعيده بصورة فعلية.
السؤال: هل يملكون الجرأة لذلك، منهم هؤلاء الذين يعتبرون النتنياهو "منقذ البشرية"، متناسين قانون القومية وقانون كامينتس وسائر القوانين الجائرة بحق اهلهم ومجتمعهم؟!!.