من لا يستطيع حماية حقوق مجتمعه وأهله، فليستقل من منصبه!!/ منعم حلبي

في ظل توجه انظار العالم للانتخابات الامريكية، نحن نوجّه انظارنا للاحداث المحلية التي تهمنا وتهم كل مواطن منا. ترامب او بايدن وجهان لعملة واحدة. لربما انتخاب بايدن سيغير شيئًا ما في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ولكن لا قلق "للإسرائيليين"، لأن بايدن هو الآخر سيقع في فك اسرائيل ويقوم بخطوات لأجل ارضائها مقابل الفلسطينيين والدول العربية "المعادية" لها.
السؤال: ماذا يحدث "في الداخل"؟!.
على الصعيد الإسرائيلي القطري، ترى وجود ازمة اقتصادية خانقة، إغلاق وتقهقر مئات الاف المصالح التجارية، ابتزاز مستمر للاحزاب اليهودية المتدينة للموارد الحكومية، والفجوة الكبيرة بين السلطة والمواطن، الذي سئم الشعارات الفارغة من كل مضمون.
ننتقل للأوضاع "المحلية": ما حدث مع صاحب مصنع الباطون من دالية الكرمل، الذي كل "خطأه" انه قام بواجبه وأحضر الباطون لاحد المواطنين في الكرمل، يجب أن يسطّر في تاريخ التعامل بين الدولة والطائفة.
لم تكتفِ هذه الدولة بمصادرة وسلب أكثر من 83% من أراضينا الخاصة في الكرمل والجليل، بل انها تقوم بملاحقنا يوميًا، تشدّد الخناق علينا، تهدد كياننا الاقتصادي والمعنوي، وتعمل بشكل لا يقبل التأويل على ترحيلنا اراديًا من هذه البلاد.
السؤال: ماذا يفعل رؤساء مجالسنا مقابل هذه السياسة العنصرية الغاشمة؟!.
وبأية خطوات يقوم اعضاء الكنيست لمنع استمرار هذا الواقع؟!.
قسم من الرؤساء يستقبل كامينتس العنصري في قريته، القسم الآخر مستمر في الإشادة بعمل رئيس الحكومة وحزب الليكود، والقسم الثالث لا ينبت ببنت شفة تجاه هذه المؤامرات الخطيرة تجاهنا.
رؤساء المجالس هم مرآة لوضعنا الكارثي.
هذا التقوقع الفكري سيؤدي بنا الى كارثة كبرى لن نستطيع مواجهتها مستقبلًا.
الدولة سعت منذ قيامها الى عدم التخطيط في قرانا. عدد من رؤساء المجالس لم يقم بواجبه واستمر في عملية عدم التخطيط.
غالبية رؤساء المجالس يتصرفون وكأنهم موظفون لدى وزارة الداخلية لا اكثر ولا أقل. ألاحظ مدى التفاوت في وضع التخطيط بين القرى نفسها، ولكن ما لا بد أن يحدث، هو تغيير سياسة المجالس المحلية تجاه ما يحدث!!.
لا يُعقل أن يقبل رئيس مجلس واقعًا يتحدث عن ملاحقة المواطنين والمقاولين واصحاب المصالح التجارية وأن يبقى جالسًا ومتشبثًا بالكرسي!!.
الطائرات تحوم في السماء مراقبة لنا ولاهلنا على مدار الساعة، المصادرات والغرامات تصل بيوتنا بدون محاكمة...ماذا يفعل رؤساء المجالس تجاه ما يحدث؟!!.
ارسال مكاتيب؟ بالله عليكم: تم انتخابكم من قبل الشعب لكي تقوموا بحمايته!.
من لا يستطيع ان يدافع عن حقوق اهله، فليستقل فورًا!!.
نحن شعب يبحث عن تنظيم شؤونه. لكي يحدث ذلك، نحن بحاجة لقيادة واعية، مثقفة، تدير شؤون البلدات، تنظيميًا، من ناحية تخطيط، من ناحية نظام حياتي، في البناء والمسكن.
لا يُعقل إيداع خارطة هيكلية مصيرية بدون اشراك الناس واصحاب الاراضي. يجب تغيير هذه المعادلة والسياسة، وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان!.