صوّتوا..لنكون نحن كفة الميزان: بقلم-منعم حلبي

يوم الإثنين سيخرج ملايين المواطنين من بيوتهم بغية التصويت للكنيست.
الكنيست،هو جسم عمله تشريع وسن قوانين متعلقة بالأحوال الاجتماعية،السياسية، وبجميع مناحي الحياة، لذلك عمل عضو الكنيست غاية في الأهمية، إذا قام بواجبه كما ينبغي.
التصويت للكنيست هو واجب!!.
كل شخص يقول: لا يهمني او لا يعنيني، يتنصّل عمليًا من المسؤولية تجاه شعبه، مجتمعه، أولاده وعائلته.
واجب، بل فرض علينا ان نستغل الحق الديمقراطي الوحيد في هذه الدولة، في محاولة منا التأثير على مجريات حياتنا.
لربما يتعقد البعض منا، اننا نعيش في بحبوبة: لا تنقصنا سيارات فخمة، بيوت واسعة،طائرات محلقة نحو جميع بلاد العالم...كل ذلك مؤقت اعزائي: وضعنا سيء لابعد الحدود!!.
يجب أن ينظر الإنسان الى الحياة بمنظار أعمق بكثير: أي مستقبل ينتظرنا وينتظر أولادنا واحفادنا؟!.
المسكن، وهو المطلب الأساس لكل إنسان على وجه الارض، أضحى في خطر: القوانين التي سنتها الكنيست ذاتها، هدفت بغالبيتها المَس بحقوق وحياة السكان العرب على مختلف طوائفهم في البلاد.
الأراضي تقل، بعد أن صادرت الدولة حوالي 83% منها وتحاربها من أجل السيطرة على ما تبقى.
حوصرنا تمامًا، ماديًا ومعنويًا واقتصاديًا. مستقبلنا مجهول تمامًا.
هذه فرصة سانحة امامنا لمحاسبة المسؤولين عن أوضاعنا المزرية!.
هذه فرصة سانحة للعودة للجذور، للبيت الدافيء الذي من المفروض أن يأوي كل شخص يتحدث بلغة الضاد.
أعتقد، ان الوعي لدى ابناء شعبنا آخذ بالازدياد في السنوات الأخيرة.
تبقى هنا وهناك بعض الأعشاب الضارة، التي غرستها الدولة لأجل الضرر بأبناء شعبها، تغذيها بالالاف الدولارات شهريًا، تمركز مكانتها لدى ابناء ملتها وتدعمها بكافة الوسائل، تقوّي مركزها السياسي والديني لتزرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد.
هذه الاعشاب آخذة بالتلاشي، إلى أن تنمحي عن بكرة ابيها يومًا ما.
نحن امام حُقبة زمنية مصيرية: علينا أن نقرر كيف نريد أن نرى مستقبلنا في هذه البلاد في السنوات القادمة، والّا نكتفي بالعيش من اليوم بعد الآخر.
كيف نريد ونصبو ان نرى قرانا ومدننا على جميع الأصعدة.
الحكومات المتعاقبة، برئاسة نتنياهو وأتباعه، مسوا بكراماتنا، ضروا بمستقبلنا،أثروا سلبًا على كافة مناحي حياتنا وحياة اولادنا.
يجب ان نعمل كل ما بوسعنا للإطاحة به، بحزبه وبالأحزاب التي تؤيده، وان نعمل لكي نؤثر على تغيير اليمين المتطرف، لان هذا اليمين، من افيجدور ليبرمان وبينيت وشاكيد وجفير وأمثالهم، يريدون ترحيلنا بالقوة يومًا ما عن بلادنا ومن اراضينا.
يجب معاقبة كل شخص وكل حزب دعم قانون القومية وقانون كامينتس وسائر القوانين الجائرة ضدنا وضد شعبنا.
هاي المرة، حقًا كلنا يجب ان نصوّت!.
يجب ان نحكّم عقولنا، ضمائرنا، يجب ان نصوّت لأجل مستقبل أفضل لأولادنا.
كلنا نخطيء، ليس منا من هو معصوم عن الخطأ، ولكن، خطأ عن آخر يختلف!.
الضمير الحي والعقل الراسخ والرزين يجب ان يقودنا للاختيار الصحيح.
أعرف ان العاطفة تلعب دورًا لدى ابناء المجتمع العربي على مختلف طوائفه وانتمائه.
هذه المرة يجب أن نُبقي العاطفة جانبًا، وأن نبحث عن الحزب الذي يعيش مآساني ومشاكلنا وقضايانا، مع كل الاحترام للأشخاص الذين ينتمون لأحزاب صهيونية لا تريد الخير لنا ولا لأهلنا!.
هذه الأحزاب لها أجندتها، خطوطها العريضة، التي تقول: دولة اليهود أولًا، الدولة الصهيونية أولًا، وليذهب المسلمون والمسيحيون والدروز للجحيم.
أحد لن يستطيع تغيير أجندة هذه الأحزاب العنصرية!.
لذلك، يوم الإثنين يجب أن يكون عرسًا ديمقراطيًا ونصرًا تاريخيًا، لتغيير الدفة اليمينية المتطرفة وللإطاحة بحكم المتهم نتنياهو.
يجب علينا ان نكون نحن كفة الميزان!!!.