"المناضل" رفيق حلبي ...لقد سقط القناع/ مرزوق الحلبي

مثلكم رأيت المسرحيّة التي أخرجها رفيق قاسم حلبي أمس عبر شريط فيديو هو الشريط المليون منذ تولّيه الرئيس قبل 9 سنوات بخصوص الخارطة الهيكليّة. وأقول مسرحية ولو لسبب بسيط واحد. كنتُ سأصدّقها لو أنه قام بها في السنة الأولى لتسلّمه المنصب في العام 2013. كنتُ سأصدقها لو أنه لم يودع خريطة هيكلية هي كارثة حقيقيّة أقرّتها اللجنة اللوائية وانتهى الأمر. كنتُ سأصدّقها لو أن الخارطة بأحكامها وتفاصيلها ليست قانونًا. كنتُ سأصدّقها لو أن الرئيس "المناضل" لم ينقل خطاب المعارضين له ولسياساته ونهجه وتبنّاه فجأة علما بأنه تبجّح ويتبجّح ويهدد ويرغي ويزبد كلّما اشتكى الناس ووجّهوا له بحقّ تهمة الاص\فاف مع السلطو وهيئات التخطيط كموظّف مأمور. كنتُ سأصدّقه لو أنه لم يناور بضائقة الناس يعاقب ويقرّب ويُبعد ويعد وينكث دون أي حلّ فعليّ على الأرض. كنتُ سأصدّقه لو أنه لم يواصل الكذب على الأحياء بخصوص التفاصيل. كنتُ سأصدّقه لكنني سأنظر إلى ساعتي دائما إذا قال صباح الخير.

كلّ ما في الأمر هو أن الرئيس شعر أنه بحاجة إلى تمثيلية إضافية ليغطي على فشله في التخطيط وفي كل شيء الرياضة والتعليم والثقافة ـ سوى ثقافة الانتقام والإرهاب والأضاليل. في هذه هو نجاح يفوق الخيال كنتنياهو! هو بحاجة إلى كذبة أخرى ليستر ثقافة الكذب التي أشاعها وطوّرها بشكل لم تشهده الدالية من قبل. نقول هذا ولو للأسباب التالية:
ـ أمام كلامه الذي لا يُمكن اعتماده ـ ككلّ الكلام في هذا الشأن منذ تسع سنوات ـ لدينا خارطة نهائية وهي الملزمة لهيئات القانون التي لا تتوقف عن إرسال إخطارات بالهدم وغرامات بموجب قانون كمينتس.
ـ ما دمت بهذه البطولة ـ لماذا دافعتَ عن الخارطة وتفاصيلها طيلة هذه المدّة واكتفيت بكلمات رفع العتب؟ ما دمت "مناضلًا" فعلا لماذا لم تفعل شيئا حتى الآن سوى مهاجمة معارضي الخارطة ومعارضي أسلوبك والمتضرّرين المباشرين وافتريت عليهم في كل مناسبة خاصة بعد اجتماع سيدنا أبو إبراهيم؟
ـ ما دُمت تعرف أيها "المناضل" لماذا أخفيت عن الناس أمر مصادرة أراضيهم لصالح شركة الكهرباء في الرندة؟ مَن سيُصدّقك الآن؟
ـ ما دمتَ تعرف لماذا تحرف ـ يقول الدروز من عقيدتهم. لماذا تدافع عن سياسات التوحيد والتوزيع في أراضي مبني عليها؟ لماذا تضلّل الناس المتضررين ولا تقول الحقيقة لهم وللبلد ـ أنك تورّطت وورّطتهم؟
ـ لماذا تُطالب الناس وتشدّ على حالك، بأن تُعطي من أراضيها ـ هل أعطيتَ أنت من أرضك مليمتر واحد؟
لقد أتت المسرحيّة متأخّرة كثيرا فلا أنت "مناضل" وليس في قاموسك كلمة كهذه ولو من قبيل أنك عودتنا على طأطأة الرأس أمام هيئات التخطيط والسلطة تصطفّ معها ومع مصالحها ضد الناس ـ تقول نعم يا خواجة في كلّ الأحوال. الفارق بين كلامك هنا وبين الفعل هو سنة ضوئية. سأعتبر هذه المسرحية ثرثرة فوق الكرمل. ثرثرة عابرة والكرمل باقٍ بأهله.
الذين جلبوك إلى منصبك قرروا قبل الخصوم أنك خُنت الأمَانة وأدرت ظهرك لقضاياهم، وأن مسرحياتك لم تعد مُقنعة ـ سقط القناع وأسدل الستار على عهدك البائس!
وأخيرا، لقد أعجبني أداء الممثلات والممثلين الصامتين في المسرحيّة!
(كانون الثاني ـ دالية الكرمل)