إنتخابات تحديد المصير!!

"لا يُعقل أن يتباكى المواطن العربي على مدار السنة جراء الإجحاف والتعامل العنصري ضده، وان يقوم بالتصويت للاحزاب اليهودية اليمينية او أن يقاطع الانتخابات"
بعد ثلاثة أشهر سنخوض حملة انتخابية جديدة للكنيست، بعد أن فشلت مساعي رئيس الحكومة نتانياهو بتشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة، التي جرت قبل شهرين ونيّف!.
هذه فرصة سانحة، لا أدري إذا كانت ستتكرر، أن نُعيد حساباتنا من جديد كمجتمع وان نؤثر، قدر المستطاع، على سيرورة الاحداث في الدولة.
في الانتخابات الاخيرة حوالي 50% من المجتمع العربي على مختلف طوائفه لم يستغل حقه الديمقراطي ولم يخرج للتصويت. مقاطعة انتخابات الكنيست هي عبارة عن موقف، ولكن السؤال الجوهري:كيف سنؤثر إذا قررنا المقاطعة والبقاء على حياد؟!.
بأيدينا قوة هائلة يجب علينا استغلالها. ما يقارب مليون صوت عربي يستطيعون إحداث انقلاب في هذه البلاد، على كافة الأصعدة، وخاصة يوم الانتخابات للكنيست.
الإنسان العربي مُضطَهَد على مدار السنة، تُمارس ضده الدولة جميع القوانين العنصرية، تُفقره اقتصاديًا بصورة مُبرمجة، تسيطر وتصادر ما تبقى من ارضه، تُشعره انه إنسان غير مرغوب به، تستخدم البِدع والأساليب البهلوانية لتجهيله وإضعافه.
يملك الإنسان المقهور والمظلوم والمهضومة حقوقه فرصة سانحة مرة كل بضع سنوات، أن يصد الصاع صاعين وأن يُدلي بصوته للحزب او للاحزاب التي بإمكانها ان تغيّر منهجية الحياة في البلاد.
لو خرج 90% من العرب لصناديق الاقتراع، مثلما يفعل اليهود الشرقيون المتدينون، لغيّروا الدفة ولقرروا إنهاء عهد الظلم والفساد الحالي.
صحيح، توجد خيبات امل جراء تعامل القائمة المشتركة والقوائم العربية في تركيبتها الحالية، ويوجد مجال لتحسين الأمور ولتغيير منهجية العمل، ولكن توجد خيبة أمل كذلك لدى الجمهور اليهودي المتدين من الأحزاب التي تمثله، ومع ذلك يقوم 90% منهم بالتصويت لها، لكي يحصّلوا على ما يريدونه من الحكومة ولكي تتحسن مجريات حياتهم.
هكذا يجب علينا ان نتصرف، كمجموعة سكانية تُعتبر أقلية واقلية مهضومة الحقوق!.
أصواتنا يجب أن تصب في خانة الحزب الذي عليه بتمثيل قضايانا ومشاكلنا في البرلمان.
كل صوت يصب في مصلحة الاحزاب اليهودية الصهيونية، يصب مباشرة ضدنا وضد مصالحنا ومصالح أولادنا.
انتخابات سبتمبر يجب أن تقلب الدفة وعلى المواطن العربي تقع مسؤولية كبيرة هذه المرة:لا يعقل أن نتباكى على مدار السنة جراء التعامل المُجحف والعنصري من قبل مؤسسات الدولة، وان نقوم بالتصويت للاحزاب التي هي هي التي تُصدر الاوامر من أجل تهجيرنا يومًا ما.
المقاطعة تساوي من وجهة نظري التصويت ضد مصلحتنا، لذلك أهيب بكل مواطن عربي من الجولان والجليل والمثلث والنقب أن يُدلي بصوته للحزب العربي الذي سيبقى تحت المجهر طيلة الوقت ولن نرحمه إذا أخفق.
بداية، علينا ان نوحّد ونرص الصفوف من اجل تحصيل أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات القادمة، لنعزز معسكر اليسار على حساب اليمين العنصري.
هذه الانتخابات هي عملية تحديد مصير، قبيل التعامل مع اوامر الهدم، قانون القومية وقانون كامينتس وغيرها من قوانين هدفها الضرر بكل مواطن ينطق بلغة الضاد!.