المنزول.. بين الصعود والنزول/ هادي زاهر

مما لا شك فيه بان كل عملية تواصل بين الناس لها فوائدها، فالإنسان كائن اجتماعي لا يهنأ في العيش وحيدًا، فالتواصل من شأنه أن يزيل الخلافات ورواسب الماضي السلبية، ويخلق نوعًا من التقارب والألفة والمحبة بين الناس، وعندما يتم هذا التواصل بين أبناء البلد الواحد لا سيما بعد فراق طويل بسبب مشاغل الحياة اليومية، ترتسم البسمات على وجوه الجميع. وقد قال المثل " البعد جفاء" و" قريب من العين قريب من القلب"، لذلك يجب تكثيف مثل هذه الفعاليات.
اننا إذ نبارك هذا النشاط وندرك تماما بانه من الطبيعي أن تكون هناك نجاحات وهناك إخفاقات، ولكي نقدم قسطنا في سبيل نجاعة العمل واستخلاص العبر اللازمة لا بد ان نشير إلى بعض ما نراه من أمور كانت يجب ان تكون، وارجو النظر بعين إيجابية للملاحظات التي سندرجها، أقول ذلك لعلمي الأكيد بان المسؤول الجديد عادة ما يكون حساسا للنقد وينظر إليه بصورة عدائية، ومثل هذه الفعالية جاءت كي تنتج اجواءً بهيجة، كي تلعب الدور الذي اشرنا إليه، لا لمجرد التسجيل في البرتوكول، من هنا كان يجب اشراك كافة الشرائح في برنامج الحفل، لا سيما وان بلدنا تملك المبدعين في شتى المجالات، لذلك نقول كان يجب ان لا يقتصر البرنامج على شريحة معينة، بمعنى: كان يجب اشراك الفنانين من رسامين.. نحاتين.. وممثلين، مسرحيين.. كان يجب اشراك رجال الفكر من ادباء وشعراء لقراءة نصوص نثرية كانت او شعرية، ليتعرف الجميع على الخامات المختلفة التي نملكها، وكي يجد الإنسان المبدع له مكانًا في بلده، ولكن المساحة الزمنية التي خصصت لهذا المهرجان لم تكن كافية، هذا علما بان حتى هذه المساحة المحددة لم تستغل إذ أعلن عن ان المهرجان سيبدأ الساعة الرابعة وقد كنت متواجدًا في ساحة المنزول الساعة الرابعة والنصف، كانت الساحة فارغة... وقد قيل لي إن المسيرة والتي جاءت متواضعة للغاية من حيث العدد، انطلقت من ساحة " الانطش" لذلك حدث التأخير. ما ان وصلت الساعة السابعة والربع حتى كانت شبه فارغة، يعني ذهب أكثر من ساعة من ال 4 ساعات التي هي اساسًا غير كافية، ذلك في ظل بذل أموال قد تكون طائلة لمثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، واعتقد ان مثل هذا المهرجان كان يجب أن يمتد لثلاثة أيام حتى يتسنى لمن تمنعه الظروف الحياتية من الحضور في الساعات المحددة، الحضور لاحقا، وحتى يتناقل الناس الخبر، ولعل استأجر خدمة شركة " " شاش " للحراسة والاعداد الكبيرة من الحراس والحواجز ذات الثلاث مسارات التي نصبت على شتى المفارق كانت دليلًا على ان التوقعات كبيرة، من ناحية أخرى اتضح تماما بان عدد البالغين سنا كان قليلا، لعل هناك من قاطع بسبب موقف رئيس المجلس من المجمع؟ لا ندري... الكثير ممن كان يحضر من الكبار سرعان ما غادر، ذلك لان البرنامج لم يكن شاملا. أمر اخر كان سببًا في قلة الجمهور وهو الفشل في استقطاب عدد كبير من خارج البلد من سائحين وغيرهم، هذا علما بانه يزور هذه المنطقة يوميًا المئات من السائحين وكان من الممكن التنسيق مع مكاتب السياحة كي يحضر السائحون في الوقت انعقاد المهرجان، ويبدو بان قلة التجربة كانت السبب الأساسي في عدد الحضور المتواضع الذي زار المهرجان، وهذا الوضع سبب خسائر لأصحاب البسطات. نحن نأمل استدراك الأخطاء في المرة القادمة.